الاثنين 12 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طارق ادريس
كل الآراء

بين "الميناءين"

Time
الاثنين 29 أبريل 2024
View
970
طارق ادريس
مساحة للوقت

ميناء مبارك الكبير، وطريق الحرير، وفي المقابل ميناء الفاو الكبير، وطريق التنمية، هما قصة نجاح مشتركة لأنهما فكرة رائدة لإحياء احلام ومستقبل مشرق للكويت والعراق معاً.

وتأتي مشاركة قطر والإمارات وتركيا في دعم مشاريع الاستنهاض بمقدرات العراق الشقيق، بشرياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وتجارياً، وتنموياً، لإحياء محافظات ومناطق الجنوب العراقي، التي كانت منبعاً للحركة التجارية بين الشمال والجنوب، وكانت مركزاً اقتصادياً اشتهرت فيها مدينة الزبير التي كانت تعرف قديماً بإمارة الزبير. كانت سوقاً تجارية كبيرة، وكان "سوق الشيوخ" وغيره من أسواق المدن المجاورة، كالبصرة والعشار وابوالخصيب والشعيبة، منارات تجارية وسياحية لاهل الجوار، خصوصا الخليج العربي من قلب نجد والحجاز الى الكويت.

كان اهل نجد يقولون ان اهل العراق من كثر خيراتهم يطعمن جمالهم الخبز، كدليل على الثروة الهائلة، آنذاك، التي كان يتمتع بها العراق!

كما كانت السفن الشراعية الكويتية تقصد شط العرب عبر بحر الفاو، ومينائه القديم، للتزود بغلال وخيرات تمور العراق لنقلها وبيعها في أسواق شتى!

لقد كان ذلك الزمن هو زمن طريق التنمية والحرير حقاً، نسبة الى تعاون جميع الحكام والتجار، والمواطنين على النهوض بإعمار المنطقة كلها!

ان التاريخ هو خير شاهد على كثير من السير والحكايات التي نقلها تجار القوافل العربية من قلب نجد وسواحل الخليج العربي عبر ميناء الكويت القديم إلى ميناءي الفاو والبصرة القديمين.

من هنا نحن نؤكد ان المشاريع الحديثة، والمزمع تنفيذها في العراق أو الكويت هي في نهاية الأمر ستعود بالخيرات والبركات على شعوب المنطقة، وجيرانها، الاستقرار، والازدهار، والسلام، والتنمية المستدامة والشاملة.

لذلك نحن بحاجة ماسة الى ان يكون هناك تعاون وازدهار للمنطقة خلال فكرة طريق التنمية، عبر احياء وتنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير لاستيعاب جموع المواطنين العراقيين للعمل في مشاريع طريق التنمية وإشغالهم بما ينفعهم، وأسرهم ومستقبلهم، ومستقبل بلادهم.

في الوقت نفسه الذي نتمنى الازدهار لالعراق، نقول: بلا شك إن احياء وتنفيذ مشاريع طريق الحرير عبر ميناء مبارك الكبير هو خطوة مهمة، وبالاتجاه الصحيح لتحقيق التنمية المستدامة لوطننا وشعبنا في احياء المنطقة الشمالية، بمناطقها الإسكانية الجديدة، والتي سوف تتوسع مستقبلاً، لتكون وجهة ومحطة، سياحية واقتصادية وترفيهية، وتتوسع فيها مصادر الدخل عبر العمل بسواعد الاجيال، في الحاضر والمستقبل، وحتى يتحقق النجاح والتكامل الاقتصادي لميناءي مبارك الكبير والفاو الكبير.

نقول: نحن بحاجة لعقد شراكات ستراتيجية ومؤتمر اقتصادي دولي لدعم فكرة التنمية في العراق والكويت معاً، وباستضافة محافظة مدينة البصرة ومحافظة مدينة الكويت على غرار مؤتمر "دافوس" الاقتصادي العالمي، لإحياء المشروعين، لما لهما من اهمية كبيرة على صعيد التنمية المستدامة لمنطقتنا وشعوبنا!

من هنا تأتي فكرة التكامل بين ميناءي الفاو الكبير ومبارك الكبير، مع كل الأمنيات بالاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والاجتماعي لشعوبنا، وبلداننا، والله المستعان والمدبر لنا جميعا.

كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار