عَلاَمَات كَمَال الْعَقْل

حوارات

يكمل عقل المرء، من الناحية المثالية، عندما يبلغ عمريّا، وينضج نفسيّا، ويكتمل في حواسّه الباطنية وآلياته الذهنيّة، ومن بعض علامات كمال العقل، وكيفية تحقيق هذا الأمر، نذكر ما يلي:

-كامل العقل لا يَشْغَفْ ولا يَوْلَعْ بإفراط، فعندما يكتمل عقل الانسان يضبط نفسه، ويغلِّبُ عقله هواه، وتكتمل قواه الباطنيّة، ويستطيع التحكّم بتحيّزاته الفكريّة والنفسيّة.

ويستطيع خصوصا أن يتعامل مع عواطفه بشكل منطقي، ويعرف دوافعها النفسيّة الأساسية، وهو بالطبع، لا يَشْغَفْ بشيء، ولا يَوْلَعْ بإنسان آخر بشكل مفرط، لإدراكه أنّ الشًّغف والوَلَع المفرطين نقاط عمياء تشوّش رؤيته.

-وضوح رؤية كامل العقل: تتّضح رؤية الشخص عندما يكتمل عقله، ويرجح تفكيره المنطقي على تفكيره العاطفي، فيرى الأشياء كما هي في حقائقها الأساسية، ويرى الآخرين كما هم في أطباعهم الأساسية، فلا تخدعه المظاهر، وشعاره في هذا السياق هو "بَرِّقي لمن لا يعرفك"!

-كامل العقل يرضى بما يكفيه، فمن يكتمل عقله يعرف بدقّة ما يكفيه (وما هو زائد عن حاجته)، فلا يغريه الطّمع الإنساني الساذج للخروج عن معايير ومقاييس عقلانيّته.

-قبول حقائق الحياة يؤدّي الى كمال العقل: أَعْرَفُ الناس بحقائق الحياة هو الانسان كامل العقل، بسبب نضوج مدركاته الحسيّة، والذهنيّة، ولقوة استنباطه واستقرائه الفكريّ، فيفرّق بين الحقائق الأساسية للحياة الإنسانية، وبين الظواهر والمظاهر السلوكيّة الموقتة.

-الاستقلالية وكمال العقل: أبرز علامات كمال عقل الفرد تتمثّل في سعيه المستمر الى تحقيق الاستقلالية في كل جوانب حياته، بسبب اقتناعه الثابت أن الحياة الشخصية، المتكاملة والمجزيّة، يجب أن تكون مستقلّة باطنا وظاهرا.

-كامل العقل قليل الكلام: "ذر ما لست منه في شيء، ولا تنطق في ما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن دراهمك" (روضة العقلاء).

-النُّضج النفسيّ علامة كمال العقل: لكل مرحلة عمرية نضج نفسيّ يتناسب معها، حتى يصل الانسان الى مرحلة النضج النفسيّ الكامل التي تتّسم بالتفضيل المستمر لما يقوله العقل على ما يحرِّض عليه الهوى البشري المتقلّب.

-كامل العقل والتركيز على الأولويات والأهداف الشخصية: بوصلات كامل العقل الفكريّة والنفسيّة لا تجذب إبَرُها أولويات الآخرين.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi