الخميس 17 يوليو 2025
45°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أميرنا... بارك الله زياراتك الدولية
play icon
الافتتاحية

أميرنا... بارك الله زياراتك الدولية

Time
الثلاثاء 30 أبريل 2024
View
180
أحمد الجارالله

لا شك أن مرض رئيس الدولة يؤثر سلباً على كل حركتها، ويؤدي إلى نوع من الجفاف في علاقاتها مع المحيط والعالم، فكيف إذا استمرت هذه الحال نحو خمس سنوات، بدءاً من المغفور له الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، وكذلك خليفته المغفور له، الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، الذي تأثر طوال ثلاث سنوات من حكمه بمشكلات صحية، فتحول العبء الأكبر على ولي عهده، الذي كان عليه أن يعمل على كل الجبهات، الداخلية والخارجية، في آن واحد.

لهذا، عاشت الكويت طوال تلك السنوات شبه مشلولة، وأقرب إلى العزلة، على المستويات كافة، فيما نتج عن ذلك أزمات عدة داخلية في تلك الفترة، وهو ما جعل جهود القيادة الحالية مضاعفة في معالجة تبعات ذلك، والعمل في الوقت نفسه على إعادة استنهاض الكويت والكويتيين.

منذ مرض المغفور له، الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، وخلفه في سدة الحكم، المغفور له، الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، اختلفت صورة الكويت في الخارج، خصوصاً في علاقاتها التي كانت على مدار عقود فاعلة، ولها صولاتها وجولاتها في الشؤون الإقليمية والدولية.

لذا، اليوم، ومع القيادة الجديدة التي آلت على نفسها العمل بكل جهد، ومضاعفة العمل لقناعتها أن الوقت لن يقبل الترف في الانشغال بالصراعات العبثية، إنما هو للعمل، ومهما كانت الظروف.

لا شك أن المراقبين رأوا مدى الرصيد الذي تتمتع به الكويت، خليجياً وعربياً، من خلال زيارات الدولة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وماذا كانت نتائجها المثمرة التي لا شك ستظهر مع الأيام.

في هذا الشأن، من المعروف أن زيارات قادة الدول تكون للاطلاع على المستجدات في العواصم التي يزورونها، ويتبادلون النصائح بشأن المشكلات التي تواجهها الدول، ويبنون على ذلك رؤيتهم، خصوصا إذا كان بعضهم حديث العهد في القيادة، وله تطلعات كثيرة في ما يتعلق ببلاده، والسير بخطى واثقة نحو العمل على المزيد من الريادة، أكان في سلطنة عُمان التي يعمل سلطانها هثيم بن طارق على استكمال النهضة العُمانية، أو في دولة الإمارات العربية المتحدة التي شهدت الكثير من التطورات الإيجابية في السنوات القليلة من عهد الشيخ محمد بن زايد، أو مملكة البحرين التي قطعت شوطاً كبيراً في التنمية المدروسة، أو قطر حيث يمكن القول إنها أصبحت ركيزة في المشاريع الكبرى، أو المملكة العربية السعودية التي يقود حركة الإصلاحات فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من خلال توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز.

كل هذه ذخيرة يمكن الاستفادة منها، فكيف اذا كان القائد متعطشاً للعمل بكل جهد من أجل إنهاض دولته، وإعادتها الى دورها الإقليمي والدولي، كما هي الحال مع القيادة الكويتية الجديدة، وذلك ضمن رؤية واضحة المعالم، تحددت في خطب صاحب السمو.

ولهذا، كانت زيارات الدولة تلك ضرورية من أجل الاطلاع الميداني على المستجدات في تلك الدول، وأيضا إعادة الكويت الى الواجهة مجدداً.

من نافلة القول إن هذه الزيارات المباركة، لن تتوقف عند الدول التي زارها صاحب السمو، فمن الواضح أنها ربما تستكمل في القريب، من أجل أن تعيد للكويت أمجادها وعلاقاتها الوطيدة، على كل الأصعدة، فاليوم باتت البلاد بعهدة قيادة حاسمة وعازمة، وصلبة الإرادة في عملية تحقيق الريادة، وأن تتحول الكويت مصنع أفكار ومبادرات، كما كانت في الماضي.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار