أقوَى النّاس مَن غَلَبَ هَواهُ

حوارات

"وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ".

يُنسَبُ الى الإمام علي (عليه السلام) قوله: "أقوَى النّاسِ مَن غَلَبَ هَواهُ"، وهي مقولة تحمل معاني أخلاقية نبيلة، وشبه كليّة تكاد تنطبق على كثير من السلوكيّات الإنسانية في عالم اليوم المضطرب.

والهَوَى في سياق هذه المقالة هو انغماس النفس البشرية في أي شهوة مدمّرة، وهو كذلك ما يؤدّي الى الانحدار الأخلاقي، وإلى كثير من هفوات القلب واللسان والجسد، لا سيما ما يقود الى مخالفة ما يطمئن إليه صاحب العقل الرزين، وسوف يؤديّ التغلّب على الهَوَى الى زيادة قوى الفرد، الفكريّة والنفسيّة والبدنية.

ومن بعض مبادئ ووسائل السيطرة على الهَوَى المضطرب، نذكر ما يلي:

- أقوى النَاس من يَصْبِرْ، فكلما صبر المرء، أو صبَّر نفسه، على عدم الانقياد وراء الهَوَى المتقلّب، قَوِيَتْ إرادته، وتباعًا شخصيته، وأصبح صَلْب العُودِ، وحَبْس النفس عن هواها (الصبر) مَدْعاة للفخر بها.

- من قلّ طَمَعَه رَضِيت نفسه بما يكفيه: كلما اشتدّت رغبة الشخص في ما يزيد على حاجته من مال، اضطربت نفسه وضعفت، وكلما شَكَر النَّعَم، دامت وبُورِك فيها، والله عز وجل أعلم.

- تقوى الشخصية في عدم مخالطة أهل الأهواء المتقلِّبة: يمتنع قويّ النّفس عن مصاحبة، أو مخالطة، أو حتى محادثة عبيد أهوائهم، خصوصا من تملّكتهم شهواتهم المُفرِطة، وكلما اِبتعد بنفسه عنهم قَوِيَت شخصيته.

- أقوى الناس أهل المروءة: تقوى شخصية المرء عندما يسعى الى تَعَلُّم وممارسة محاسن الأخلاق، وتُصبح طبعًا ثابتًا فيه، وطوبى لأهل المروءة، في كل زمان ومكان، بسبب كونهم أمناء وأقوياء في مجتمعاتهم.

- وسائل التغلّب على الهَوَى: عندما يجهد الفرد في ضبط نفسه، فعقله سينتصر على هواه، وكلما زاد تقديره لذاته قَوِيَتْ شخصيته، وكلما امتلك المهارات الاجتماعية الفعّالة صعب إغراؤه بقول، أو عمل السُّوء، وصعب كذلك نرفزته، أو إخراجه عن طوره، أو استعباده فكريًّا ونفسيًّا.

ومن أفضل وسائل الانتصار على الهَوَى تتمثل في التعرّف بدقّة على ما يثيره، وما يُطْغِيه على العقل.

ومن كَبَحَ كل شَغَف مُفرِط في قلبه، وَضَحَتْ رؤيته ورَزُنَ عقله.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi