الخميس 17 يوليو 2025
45°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ماذا تريد واشنطن من حلفائها الشرق أوسطيين؟
play icon
الافتتاحية

ماذا تريد واشنطن من حلفائها الشرق أوسطيين؟

Time
الأربعاء 01 مايو 2024
View
120
أحمد الجارالله

أكثر من ساعة استمر اللقاء مع السفيرة الأميركية كارين ساساهارا في مكتبي بدار "السياسة" مع مجموعة من مسؤولي الدار، خلاله دار حوار طويل جدا بشأن مختلف القضايا.

لا شك أن هذه السفيرة هي صندوق أسود غني بالمعلومات في السياسة الدولية، فهي تنقلت بين كثير من المناصب، أكان في الولايات المتحدة، أو الخارج، وبالتالي، فإن حصيلتها تلك أهلتها لتتولى مهمات ديبلوماسية في أكثر من دولة.

في هذا اللقاء المطول، كان السؤال الأساسي الذي طرحته على سعادتها: ماذا تريد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، وماذا نريد نحن في هذا الإقليم منها، خصوصاً في ظل التغيير الدائم للرئاسات الأميركية، وتبدل الوجوه والقناعات لدى المسؤولين في الإدارة بواشنطن؟

ومما قلت: مرة يشعر الحلفاء بعدم الراحة من بعض السياسات الأميركية، ولا العدل فيها، أحيانا تطغى شخصية الرئيس على العلاقات، فتكون حساسة جداً، والشواهد كثيرة في هذا الشأن، وبالتالي ينعكس ذلك على القرارات، أكان من جانب الحلفاء أو إدارة واشنطن.

ومما قلنا في هذا الشأن: إن العهود تتغير بفعل طبيعة الرئيس الساكن في البيت الأبيض، فشخصية ايزنهاور، مختلفة عن روزفلت، وترومان أيضا كانت لديه رؤية مغايرة لمن سبقه، وكذلك جون كيندي، وأوباما ووفقاً لمواقف الحزب الذي يمثله، كان مختلفاً عن ترامب، وكذلك بايدن حالياً، لديه مقاربات بشأن الشرق الأوسط لا تنسجم مع ما كانت عليه في عهد كلينون أو ريغان أو كارتر.

جملة القول: إن الطبيعة الشخصية لحاكم البيت الأبيض تكون لها خصوصيتها حتى في صياغة سياسة إدارته، لهذا هناك نوع من السؤال الدائم لدى حكام الشرق الأوسط: ماذا تريد واشنطن من عواصمنا؟

لا شك أن العلاقات الأميركية مع الدول الكبرى مستقرة على إيقاع معين، فهي مع روسيا ليست كما مع فرنسا الحليفة لها، أو الصين المنافسة لها كما مع المملكة المتحدة، وكذلك الأمر ينطبق على دول أخرى، فنهايتها وبدايتها مفهومة، ولا جديد فيها، لأنها تدور حول أمور معينة، ليس المجال لتعدادها في هذه العجالة.

لكن تبقى الإشكالية مع الحلفاء في الشرق الأوسط، الذين لا يعرفون وجهة رياح الإدارة الأميركية، خصوصاً مع التطورات المتسارعة في الإقليم، وما تفرضه على بعض القرارات الأميركية المستغربة، أحيانا لدى قادة المنطقة، وتحديداً الحلفاء منهم.

ردت سعادة السفيرة على هذه الأسئلة بلغة راقية، وفهم عميق للواقع، عبر حصيلتها من المعلومات من خلال عملها في عمان والقدس، أو صنعاء، كذلك في بيروت وبغداد، هي ملمة بأوضاع المنطقة، وأحداثها، وكانت لا شك ناجحة في عملها ما أهلها لهذا المنصب.

رغم كل الحديث الذي دار بيننا، وأجوبة سعادة السفيرة ساساهارا، إلا أن السؤال يبقى مطروحاً دائماً: ماذا تريد الولايات المتحدة من الحلفاء في الشرق الأوسط؟

لعل الأيام تجيب عن هذا السؤال، الذي يمكن بعدها ألا تكون هناك متغيرات في سياسات البيت الأبيض، ولا تكون بناء على شخصية الرئيس.

آخر الأخبار