احتلال الجزر

زين وشين

المواطن الكويتي المسكين حين يقيم عزبة، او مخيما، او محمية، القصد منها المحافظة على البيئة، او مكافحة التصحر، او اعادة النباتات البرية في البر الخالي، تأتي البلدية، بكامل عدتها وعتادها، وتهدم كل ما عمل حتى الأشجار تبيدها عن اخرها، والحجة الاعتداء على أملاك الدولة!

من حق الدولة الدفاع عن ممتلكاتها من المواطنين المشاغبين، الذين احتلوها حتى لو كان الهدف مكافحة التصحر، او اعادة الحياة الفطرية إلى سابق عهدها!

في الزاوية الأخرى من الصورة، وافدون احتلوا جزيرة كاملة من جزر الدولة، وأقاموا فيها مساكن ومنشآت رسمية، القصد منها الاقامة الدائمة، من دون وجه حق، ولا ترخيص، بل ومن اراد منهم السفر يبيع "العشة" لابن بلده، ويتبايعون المساكن بينهم، ويمارسون فيها مهنة الصيد، وغير الصيد، الله وحده هو الذي يعلم!

حين انتفضت الدولة مارست إجراء عظيما رادعا، ارتعدت له أوصالهم، فقد استدعت الكفلاء واخذت عليهم تعهد، على طريقة "لا تعودينها"، واطلقت سراح الأشقاء الوافدين، ليبحثوا لهم عن مكان آخر، ليحتلوه حتى تنتبه لهم الدولة مرة اخرى بعد سنوات، وشتان بين عقوبة المواطن وعقوبة الوافد!

يا اخي طالبنا بالزيادة، وطالبوا هم بفتح التأشيرات، نحن رفض طلبنا وهم تمت الاستجابة لطلبهم، ليحملوا البلاد ما لا تحتمل!

طالبنا بغلاء المعيشة، وطالبوا هم بتحويل الزيارة إقامة، وتمت الموافقة على طلبهم، ورفض طلبنا!

وعلى طريقة التنزيلات اشتر قطعة وخذ الثانية مجاناً، منحتهم الدولة فوق البيعة فترة سماح يغادر فيها المخالف معززا مكرما، من دون حساب ولا عقاب، والمواطن "ما يمغط ظهرة"، ولو كانت مخالفة مرور، حتى ان البعض عاجز عن تجديد ملكية السيارة بسبب المخالفات، وليس هناك فترة سماح ترفع فيها المخالفات موقتا لتجديد الدفتر، او تعديل الوضع!

اعتقد انه ان الآوان ان نطالب نحن الحكومة ان تعاملنا كما تعامل الأشقاء الوافدين...زين.