سلام يا عُمان

زين وشين

سلطنة عمان، حفظها الله، تعرضت في الأيام الأخيرة إلى أعاصير شديدة، وسيول وأمطار غير مسبوقة، وقوية التأثير حتى إن المياه دخلت المنازل، والسيول قطعت الطرق، وكان الضرر كبيرا جدا في بعض ولايات السلطنة الحبيبة، بلغ الضرر مبلغًا عظيمًا، قدر الله وما شاء فعل.

لكن ما تجدر الاشارة اليه ان العمانيين لم يسمع لهم صوت، ولم "يتحلطم" منهم مواطن، كما يحدث عندنا، وبدلا من ذلك تداعوا كلهم، حكومة وشعبا، لادارة الأزمة بشكل صحيح، ولإنقاذ ما يمكن انقاذه، ومحاولة اعادة الحياة إلى ما كانت عليه.

فزعة شعبية تزامنت مع الجهود الحكومية، ونجحوا بذلك، واستطاع العمانيون، وبجدارة، تجاوز الأزمة التي لم يكن تجاوزها سهلا من دون تعاون حقيقي بين المواطن والحكومة! ليس لديهم وقت للقيل والقال، وكثرة السؤال، فكلهم في قارب واحد، لم يشغل بعضهم بعضا عن التفكير في إنقاذ البلاد والعباد، وهذا الذي حصل، حتى مع استمرار التحذيرات من سيول مقبلة!

سلام يا عُمان النموذج الفريد بين دول الخليج العربي، الذي يعمل بصمت، ويحقق الإنجاز تلو الإنجاز، بعيدا عن المزايدات السياسية والمماحكات، وتبادل التهم!

لو حصل هذا الأمر عندنا (لا سمح الله) لرأيت بعضنا يكيل التهم للآخر، وكل يلقي المسؤولية على الاخر، ولكثر الصياح غير المبرر، واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بقيادة الأسماء المستعارة، لتأليب الشارع الكويتي، حتى تشتت الجهود من دون فائدة، ولو جدت الشعب يلوم الحكومة، والحكومة تدور في حلقة مفرغة بعيدا عن ادارة الأزمات.

كم نحن بحاجة إلى التعلم من الدرس العُماني الرائع، المتمثل بنزول المواطن إلى الشارع للمساعدة، وبعد انتهاء الأزمة يأتي وقت الحساب، سواء للمواطن او المسؤول، فليس هناك من يعرقل الجهود، او يضع العصى في دولاب الجهود الشعبية والحكومية لتجاوز الأزمة!

نسأل الله ان لا يرينا مكروها، لا في بلدنا ولا بلدان الخليج، فمن شأن الأزمات ان تخرج شعبا مخلصا يظهر معدنه الحقيقي، ويلتف حول قيادته من اجل الصالح العام.

وللعلم كان الشعب الكويتي نموذجا فريدا ابهر العالم كله بالتفافه حول قيادته، وبتضحياته من اجل وطنه اثناء ازمة احتلال دولة الكويت من "الاشقاء" العراقيين، فهل لا تزال هذه الروح موجودة، ام انها ذهبت مع الريح...زين؟