ورحل البدر

زين وشين

علامة الجودة في الادب السعودي المعاصر، وفي الكلمة السعودية المغناة، والقصيدة السعودية السهلة الممتنعة بدر بن عبدالمحسن، او

لابد وان تكون بتوقيع الراحل الكبير الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، رحمه الله.

اجيال من اهل الخليج عرفوا الشعر الشعبي من خلال قصائد البدر، وطربوا، ورددوا الأغاني من خلال كلماته، حتى اصبح لونه مميزا، له طابع خاص، وجمهوره بازدياد شمل العالم العربي كله، وكل من يطرب للكلمة الرائعة، ويحفظ القصيدة السهلة المعبرة.

شاعر شعر، وأشعر، عاش الحياة، واعطى هذا الراحل الكبير من قلب مخلص عطاء غير محدود لوطنه الكبير، ولقيمه الانسانية، ولجمهوره الذي لا يعد ولا يحصى، فكان نجما اينما حل، صفق له الناس.

سلاحه الكلمة الراقية، والقصيدة المغناة الناجحة، وتوقيعه مميز، حين تنظر اليه تعرف أن هذا هو الشاعر الكبير، قبل ان يتكلم، فقد عايش الكلمة، وبانت ملامحها على محياه قبل ان ينطق بها!

اثرى شاعرنا الساحة الأدبية بابداعاته، في كل غرض من اغراض الشعر تطرق له، وما كان صعبا على غيره كان سهلا عليه، فلم يخنه التعبير، ولم ينضب ينبوع شعره، ولم يتوقف حتى توقفت حياته.

ترك خلفه مدرسة شعرية ادبية هي ارثه الحقيقي للأجيال، يتعلمون منها، ويسيرون على خطاه، فالإبداع لا يتوقف، لكن من الصعب ان يكون الشاعر مبدعا في كل مراحل حياته، ما لم يكن الأمير بدر بن عبدالمحسن، وما احوجنا لدراسة تراثه الأدبي، دراسة مستفيضة لتستفيد الاجيال، ولتكتمل الفائدة، فالمسألة لا تتوقف عند قصيدة تقرأها، وتعجبك، او اغنية تسمعها فتطربك، لكن هناك ما هو اعمق في طريقة اختيار الألفاظ، وطرق معالجة الفكر، وتسخير العاطفة لتعبر عن معاناة الآخرين.

رحم الله الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، علامة الجودة في الادب السعودي الحديث، وغفر له، والهم الجميع الصبر والسلوان، وان رحل جسدا، فأعماله لن ترحل معه، فهي باقية ما بقيت الحياة، وانا لله وانا اليه راجعون.