أًصْوَبُ الْأُمُورِ تَرْكُ الفُضُول

حوارات

يُنسب مَثَلْ "أصْوَبُ الْأُمُورِ تَرْكُ الفُضُول"، لحكيم العرب أكثم بن صيفي، رحمه الله، والذي أصبح حِكْمَة عن هَجْر ما هو زائد عن الحاجة (الفُضُول)، لا سيما ما لا فائدة فيه من كلام، أو تصرّف، والصواب هو الحقّ، أو التصرّف العقلاني، وكل قول أو سلوك نافِع يعود بالفائدة على صاحبه.

ومن بعض أمثلة "الفُضُول" في عالم اليوم، الذي اختلّت فيه كثير من الأولويات الشخصية، وما على المرء العاقل تركه، نذكر ما يلي:

-فُضُول الكلام: يجدر بالفَطِن الحرص على عدم تَبْدِيد كلامه فيما لا ينفع، فمن "فَضُلَ" كلامه زاد هذره، وضيّع وقته في أمور تافهة تضرّه أكثر مما تفيده، ومن علامات الحصيف هو نضجه الفكريّ، وعدم نطقه بما هو زائد عن الحاجة.

-فُضُول الوقت الشخصي والتَطفِّل والحشريّة: يزيد الوقت الشخصي عند بعض النفر المضطرب، فيستعملونه في التطفِّل على أسرار الآخرين، ويحشرون أنوفهم في ما لا يخصّهم، وحيث من الأجدر بهم الحرص والانشغال بأمورهم الخاصّة.

-تَرْك سَفاسِف الأمور: النزاعات اللفظية التافهة تُضيّع الوقت الشخصي، ومن يُنَزِّه نفسه عن الانغماس في سَفاسِف الأمور، لا سيما التي يتداولها ويناقشها السُخفاء والفاشلون حياتيّا باختيارهم، يؤكّد ويثبت احترامه وتقديره لذاته.

- أًصْوَبُ الْأُمُور إِخْراج الشخصيّات السامّة من الحياة الشخصية: يجدر بالعاقل الإسراع في إخراج أي شخص سامّ من حياته، بدلاً من تحمّل سميّته، فهذا النوع من الكائنات البشرية السامّة زائد عن الحاجة، بالنسبة لكل إنسان يحترم نفسه، وبسبب أنّ الإبقاء عليهم في حياتنا الشخصية، إمّا بسبب قرابتهم لنا، أو بسبب لطافتنا الزائدة عن الحد معهم، سيؤدي حتمًا الى ما لا تحمد عقباه.

فُضُول النوم المفرط: كلما زاد نوم الفرد عمّا يحتاجه عقله وجسمه، كلما زاد كسله وتغلغلت الانهزامية الى عقله، وتخلّف عن اقرانه، وفاتته فرص الحياة، وأصبح مع مرور الوقت عنوانا مخجلاً للحياة الشخصية الفاشلة.

-الاستعمال الأمثل للفَاضِل من الطاقات الشخصية: خليق بمن يشعر أنه يتوافر لديه وقت زائد، وطاقات فكريّة ونفسيّة وبدنيّة زائدة، استعمالها لتطوير شخصيته، ولتحقيق أولوياته وأهدافه، أو لنفع النّاس.

كاتب كويتي