زين وشين
تقول الاحصائية ان عدد السكان في الكويت تعدى حاجز الخمسة ملايين نسمة.
هذه الزيادة غير المعقولة ليست في مصلحة المواطن الكويتي، الذي لم يعد يجد موقفا لسيارته، ولا يستطيع الوصول إلى بيته من السيارات المتوقفة في كل مكان، ولا يصل إلى دوامه من شدة الازدحام المروري، حتى الذي لم يكن يحلم بالحصول على صورة الى جانب سيارة في بلاده، اصبح يمتلك ويقود سيارة عندنا!
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، تكاد الكويت تمتلئ من الحمل الذي يفوق طاقتها الاستيعابية، والمهم ان الاحصائية نفسها تقول ان الكويتيين منهم بحدود مليون ونصف المليون فقط، واذا حسبنا "هنودنا" معنا يصبح العدد مليونين فقط لا غير، فما هي قصة الثلاثة ملايين الباقية طال عمرك؟
أنا متأكد جدا ان ليس فيهم عالم ذرة واحد، ولا خبير نووي، ولا فيهم تخصص نادر، واذا فتشنا وجدنا الغالبية عمالة هامشية، كل يعمل بغير مجال عمله، إلا من رحم ربي منهم! حتى الأطباء الذين يأتوننا من تلك الديار، كلهم حديثو تخرج، ما لم تكن شهاداتهم مزورة، اما غير المزور، فما ان يتعلم فينا، إلا وبعث أوراقه إلى السفارات الاجنبية بحثا عن الهجرة، وعلى الطريق نفسه يسير الممرضون والممرضات!
بعضهم جعل من بلادنا محطة عبور، والبعض الاخر جعل منها وطنا بديلا، وهنا موطن الخطر، والطامة الكبرى فقد اصبح الوضع اشبه بالاحتلال، والتكويت او الاحلال لم يعد له ذكر، ولا وجود، والامر اصبح بيدهم، والبركة بسعادة المستشار وصحبه الكرام الذين اصبحوا هم الكل بالكل، والامر بايديهم، ونحن نتفرج، او قل ليس بيدنا شيء!
في سنين البركة، وسنين الطيبين، وبالضبط في سنة 1963 كان سكان قرية الجهرة من الرجال 1010 اشخاص فقط، والان سكان الجهرة يزيدون على 700 الف شخص، بين رجال ونساء، وكذلك بقية المناطق، خصوصا تلك التي يكثر فيها الاشقاء الأعزاء الوافدين، او اصحاب البلد الجدد، رضينا ام ابينا!
ليتهم سكتوا وأخفوا عنا هذه الاحصائية، او انهم بعد نشرها تعاملوا معها بالطريقة التي تعيد بلدنا لنا... زين.