قطاع غزة، أو "غزة هاشم"، كما اصطلح على تسميتها المؤرخون نسبة إلى هاشم بن عبد مناف، الجد الثاني لرسول الله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذي توفي ودفن فيها، وضريحه موجود حتى اليوم في "جامع السيد هاشم"، الذي بناه المماليك بحي "الدرج" في المدينة نفسها، وهي كذلك مسقط رأس الإمام الشافعي أحد أئمة المذاهب الأربعة في الفقه الإسلامي.
تعتبر غزة واحدة من أكثر المناطق تعرضا للاعتداء والقمع من الكيان الصهيوني الغاشم، المغتصب لفلسطين الأبيّة.
شهدت غزة حروبا عدة، وحشية مدمرة، واعتداءات سافرة مستمرة منذ عقود، وكأنه قد كُتب عليها أن تصبح أرض الدم العربي في العصر الحديث.
ولقد أدت تلك الاعتداءات إلى دمار هائل، ومعاناة لا توصف لسكانها الأحرار، الذين يجودون بأرواحهم فداءً لمقدساتهم، وعقيدتهم الإسلامية، ودفاعاً وذوداً عن شرفهم، وأرضهم، وكرامتهم، "وصاحب الحق غالب لا محالة إن شاء الله".
يعتبر الكيان الصهيوني اللقيط، وكل من يعاونه من مسؤولين مسؤولية تامة عن كل الجرائم، والانتهاكات الوحشية، التي تحدث على أرض فلسطين، والتي لا يقرها دين، ولا تقبلها فطرة إنسانية سليمة.
ورغم هذه الحروب والاعتداءات العسكرية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، إلا أن أهلها صامدون، بصدورهم العارية في وجه الآلة الوحشية المدمرة، يواجهون الطائرات والقاذفات بكل ما يتاح لهم من قوة، مهما بدت ضئيلة، إلا أنها تفوق الآلة العسكرية بفضل ما يحمله رجال المقاومة من عقيدة صحيحة، وإيمان كامل بقضيتهم، لأن قضيتهم هي الحق، ولهذا فاليقين التام في الله سبحانه أنهم هُمُ المنصورون والغالبون، مهما طالت الأيام، وهذا وعد الله "ومن أصدق من الله قيلا".
ولعلنا جميعا نشاهد كيف يستخدم العدو الغاشم أسلحة الدمار والإبادة المحرمة دوليا، مثل القنابل العنقودية والفسفورية، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة مئات، بل آلاف الأبرياء شيوخاً، ونساءً، وأطفالاً، كما تعرضت المنازل والمنشآت الحيوية في غزة إلى دمار تام، وتشريد لآلاف المواطنين أصحاب الأرض، والحق، والتاريخ.
الجدير بالذكر أن الكيان الصهيوني يتستر وراء حجج أمنية واهية، ويبرر اعتداءاته بمواجهة التهديدات الإرهابية ضده، لكن الحقيقة أن الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها في غزة تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتتطلب تدخلا دولياً فورياً، وحاسماً لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
ورغم كل ذلك، والحصار، والقتل، والقمع، والتشريد، يبقى الشعب الفلسطيني، وشعب غزة الحر صامداً باسلاً في وجه طغيان العصر الحديث المقيت، يحملون شعار المؤمنين بالله "احدى الحسنيين إما نصرٌ أو شهادة".
فاللهم نصرك الذي وعدت لعبادك الذين ارتضيت.
محام كويتي