الأربعاء 18 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

الكَلاَم المَعْسُول يَبْلَعُه المُغفَّلون

Time
الأربعاء 08 مايو 2024
View
110
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يتوجّب على المرء العاقل أن يُحسن تعامله مع الناس، ويستلزم عليه، قدر ما يستطيع، الرِّفق في كلامه معهم بهدف الحفاظ على العلاقات الأخلاقية، أو على الأقل، للحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من يتعامل معهم في حياته، الخاصة والعامّة.

لكن يجب التمييز بين التعامل الحسن والكلام المهذّب، وبين الكلام المعسول، والذي يَستعمله بعض الأشخاص للغشّ، والمداهنة، والخداع، والاحتيال على الناس.

ومن بعض خصائص الكلام المعسول الذي "يَبْلَعه" المغفّلون، وينطلي عليهم، وكيفية التعامل الفعّال مع من يستعمله باستمرار مع الآخرين، نذكر ما يلي:

- خصائص الكَلاَم المَعْسُول: يتصنّع الكلام المعسول نوعية معيّنة من الأشخاص المخادعين، وخصوصا أولئك اللُّطفاء جدًّا في الأوقات والأماكن غير المناسبة، ويتّصف كلام هؤلاء النفر بحلاوة نطقه، وغموض معانيه، وبتحذلق وبتلطّف صاحبه بشكل مُفرِط، ومتكلِّف بهدف إستغفال الطرف الآخر، أو على الأقل لتخديره فكريَّا بقصد تسهيل عملية اصطياده، مجازيّا أو فعليّا.

-التعامل الفعّال مع معسول الكلام: يجدر بالعاقل، لا سيما صاحب النباهة والفطنة، ألاّ يتيسّر استغفاله بأي حال من الأحوال، ويلزمه ذلك ألاّ ينخدع بالمظاهر الخارجية اللاّمعة.

لكن حري به أن يتمعّن ببطائن الأمور على الدوام (إعْمَال الفِكْر) تجاه ما يراه ويسمعه في العالم الخارجي، فليس كل كلام مُنمّق ومعسول يستوجب دائما نقاء نيّة من ينطق به.

وليس كل ما يسطع في مخيّلة المرء شهاب مضيء، بل ربما يكون نيزكا مدمِّرا يتّجه ناحيته!

كثير من الكلام المعسول، وفقًا لتجارب بعض العقلاء ، هو في الحقيقة سُمٌّ مدسوس بالعسل، ومن أفضل وسائل التعامل مع هذا النوع من الكلام المخادع تتمثل في التفكير خارج الصندوق الذهني المغلق عن أسبابه الحقيقية، وما هي دواعيه في هذا الوقت، أو في هذا المكان أو في هذا الظرف.

وما إذا كان من المنطق استعماله في هذا أو في ذلك السياق الاجتماعي.

ومن أصعب الأشياء على الانسان الأريب هو تحمّله محاولات بعض المضطربين أخلاقيًّا للضّحك على ذقنه البالغ، وستسمعه يخاطب مباشرة صاحب الكلام المعسول: ما شَأنُك، وماذا تريد مِنِّي؟

 كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار