تنظيم سوق العمل

زين وشين

تسعى "القوى العاملة" إلى تنظيم سوق العمل، بيض الله وجوههم، إن صدقوا!

يقولون ان البداية ستكون بربط تصاريح العمل بالشهادة والخبرة، وهنا اس البلاء، وموطن الداء، غاب عن ذهنهم ان زملاءهم في التعليم العالي لا يزالون يكافحون الشهادات المزورة، التي حصل عليها بعض المواطنين بـ"خشم الدينار"، ولا تزال الدكاكين اياها تصدر الشهادات المزورة، وكلما اغلق دكان فتح آخر، حتى انعدمت الثقة بكل تلك الشهادات التي تصدر من تلك الديار.

وما ينطبق عليها ينطبق على شهادات الخبرة، التي اصبحت هناك تباع بالكيلو! ولعل اعضاء اللجان التي سوف تشكل لفحص الاوراق حصلوا على الشهادات من تلك الديار، إلا من رحم ربي منهم!

الواقع يقول انكم لن تستطيعوا السيطرة عليهم او تصفيتهم او حتى التدقيق على شهاداتهم وشهادات الخبرة المضروبة التي يحضرونها معهم، فإذا كانوا يريدون تنظيم سوق العمل بشكل صحيح عليهم تغيير اتجاه الاستقدام والتحول إلى قارة اسيا تحولا تاما، وفي جميع التخصصات لمدة خمس سنوات على الاقل، بعدها يعاد تقييم الوضع، وسنرى الفرق.

الامر الاخر المهم سرعة إنهاء عقود من اسموا انفسهم مستشارين، حتى اصبحوا حقيقة واقعة، واصبح كل شيء بيدهم، ولا تنفذ إلا تعليماتهم، فتجسد الروتين الحكومي بأبشع اشكاله عندنا، وتحولنا إلى دولة بيروقراطية بمحض ارادتنا، بعدما جاؤونا بعقدهم، وجسدوا معنى التخلف في اجهزتنا الحكومية، واصبحت وظيفتهم الحقيقية سحب البلاد إلى الخلف، ومكافحة تطور الاداء الحكومي، حتى الحكومة الالكترونية أوجدوا فيها ثغرات تجعل وجود المستشار الوافد ضرورة!

في كويت الماضي لم نكن نعرف المستشار الوافد، كان مستشارونا منا وفينا، وكانت الأمور تسير بشكل صحيح، خصوصاً علاقة المواطن بالدولة، ولم يشتك احد، ولم يتذمر مواطن من الروتين، وكان هناك قرار مناسب يتخذ في الوقت المناسب.

ارجعوا إلى تاريخ الكويت الحديث، على الاقل قبيل ظهور النفط حتى مرحلة ظهوره، تجدون ضالتكم، فمن نظم سوق العمل في السابق ينظمه حاليا، من دون الرجوع الى سعادة المستشار...زين.