أصدرت الكاتبة السودانية رانيا مأمون مجموعتها القصصية الجديدة "امرأة وحيدة تحت شجرة النّيم" عن دار المصورات في الخرطوم.
شخصيات القصص تحضر كما هي حاضرة تقريبا في الحياة. أما تفاصيلها فهي مجلوبة أيضا من واقع يشبه تلك الشخصيات. القصص في هذا المعنى تبدو كأنها مكتوبة أو مرويّة قبل أن يتعرض فنّ القصة نفسه للتحديث والتجريب اللذين صارا أمرا ملازما لغالبية ما يُكتب من قصص اليوم. قصص مأمون مكتوبة بجوار هذا التحديث أو قبله. هي تعرف بالتأكيد، الكثير عن التجريب، وأحيانا المُبالغ فيه، الذي طرأ على هذا الجنس الأدبي الذي يتضاءل حضوره أصلا لصالح الرواية، لكنها تكتب ما تحب أن تكتبه أو ما تعرف كيف تكتبه. إنها تستجيب ذاكرتها ويومياتها وسخونة ما يحدث حولها وفي بيئتها السودانية، من دون أن تُعرّض ذلك لمهارات وألاعيب وحِيَل أسلوبية أو سردية أو غرائبية. كأنها تقترح علينا أنّ واقعها وحده يحتوي على ما يشفع لها أن تكتفي به، فهو مكتنز بالقصص والحكايات والحوادث، وكلُّ ما عليها فعله هو انتشال تلك الحكايات وإعادة كتابتها على شكل قصص.