حوارات
يجدر بالعاقل المُتَبَصِّر، لا سيما من يدرك أن الذكاء الاصطناعي بدأ ينتشر في العالم، وربما سيطغى عمّا قريب على الانسان، أن يستثمر ما يزيد عنده من وقت، أو من طاقات لا تزال كامنة وغير مُستثمرة، في تطوير عقله، فتوظيف الوقت الزائد، والقوى الشخصية الفائضة لتطوير آليات العقل الذهنية سيجلب المنفعة على المديين القريب والبعيد. ومن بعض مبادئ ووسائل الاستثمار الصحيح والفعّال في العقل، نذكر ما يلي:
-استعمال العقل للتفكير: أولى خطوات تطوير العقل تتمثل في الحرص أولاً على استعماله للتفكير في شؤون الحياة، الخاصة والعامة، فلا يمكن تطوير العقل ما لم يتم استعماله بشكل يومي عن طريق التفكير المُسَبَّق، وغياب التفكير المُسَبَّق أصبح الأكثر انتشارا في عالم اليوم!
-توظيف الوقت الزائد لتثقيف النفس: إذا رفع المرء هدف تطوير عقله الى أعلى قائمة أولوياته الشخصية، يتوجّب عليه تثقيف نفسه بكل ما يحتاج لمعرفته، واكتساب المعلومات، والأساليب، أو الوسائل، أو السلوكيّات الفعّالة التي يستطيع بها تحقيق أهدافه الحياتية بشكل أفضل من السابق، وكلما وَسَّع الإنسان نطاق قراءاته، تثقّف عقله وتطوّرت آلياته التفكيرية.
-توجيه الطاقات الشخصية الكامنة الى ما هو مُثْمِرْ ومفيد: يوجد لدى كل فرد طاقات، فكريّة ونفسيّة وجسديّة، فطرية لم يتم استعمالها بشكل كامل، ومن المفترض أن يتم توجيه هذه الطاقات الزائدة عن الحاجة الى ما ينفع المرء في حياته، مثل اكتساب مهارات اجتماعية فعّالة يحتاجها، وتعلّم طرق تفكير جديدة.
-تطوير العقل بِتعلُّمْ طرق تفكير لا يتم تعلّمها في المدرسة، اذ توجد أنماط تفكير يتم اكتسابها خارج النظم التعليمية التقليدية، مثل التفكير فوق المعرفي (كيفية استعمال العقل للتفكير)، والتفكير خارج الصندوق (التفكير التبايني)، والتفكير الجانبي، والتفكير الابتكاري.
-تحرير العقل من قيود التّبعية: لا يمكن تطوير العقل ما لم يتم تحريره أولاً من الأفكار، والانطباعات، وطرق التفكير البسيطة التي يستعملها كثير من الناس.
ولهذا السبب، يتوجّب على العاقل تنقية وتحرير عقله من الآثار السلبية التي أتته من الخارج، وبخاصّة في تحرره من قيود التّبعية الفكرية، والنفسيّة، والاتكالية العاطفية المدمّرة لإستقلاليته الفطريّة.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi