يفتقر بعض الأشخاص الى البَصَر والبصيرة، ليس بسبب إصابتهم بأمراض عضوية، لكن بسبب محدودية تفكيرهم، وقلّة تبصّرهم، وغياب الرؤية البعيدة للأمور لديهم (باختيارهم).
ومن بعض صفات مَنْ لاَ يَرَى أَبْعَد مِن أَنْفه، وكيفية التَّعَامُل المناسب معه، نذكر ما يلي:
-صفات قصير النَّظر ضيِّق الأفق: يمثِّل شُحُّ النفس الصفة الأبرز في شخصية مَنْ لاَ يَرَى أَبْعَد مِن أَنْفه، وليس بالضرورة أن يكون هذا النوع من الأفراد جاهلاً، بل ربما يمتلك بعضهم معرفة علمية واسعة، ومؤهلات وشهادات رنّانة.
قُصْر النَّظر هو موقف فكريّ ونفسيّ شخصي طوعيّ ينبع من غلبة الأنانية الشديدة على الاعتدال في نفس الانسان، وضيق النّظر الى الأشياء، ويغلّف هذا الطبع الشحيح نوع من التحجّر الذهنيّ.
وربما يلفّه بعض من الجمود الروحيّ (الاختياري)، وبسبب أنانية هذا النفر المضطربين روحيّا، وسيُلاحظ في تعاملهم الاعتيادي مع الناس، نوعا من الجفاف السلوكيّ، بسبب تشكيكهم المستمر في نوايا الآخرين تجاههم.
ومن بعض سجاياهم الصارِخة، ميلهم شبه الفطري الى التشاؤم وسوداوية التفكير وقت ما تتعارض توقّعاتهم النرجسية المُفرطة مع ما يحدث في العالم الخارجي.
وقَلَّمَا يوجد في حياة مَنْ لاَ يَرَى أَبْعَد مِن أَنْفه حُبٌّ حقيقي، أو صداقة حقيقية، بسبب طبعه المُنَفِّر لنفوس ولأرواح الأفراد الأسوياء.
- التَّعَامُل المناسب مَعَ مَنْ لاَ يَرَى أَبْعَد مِن أَنْفه: يجدر بالعاقل السويّ، نفسيّا وفكريّا وروحيّا، لا سيما من لا يريد أن يلتقط عدوى ضيق الأفق.
الحذر من الاحتكاك بمن لاَ يَرَى أَبْعَد مِن أَنْفه، وإذا لم يجد من ذلك مفرّا، فعليه تقليل وقت تواصله معه قدر استطاعته، ويمكن للمرء الرزين أيضا إخراج هذا النوع من قصار النَّظر من حياته الخاصّة، على قدر المستطاع، بسبب كونهم نوعا آخر من الشخصيات السّامة. ومن بعض محاذير التَّعَامُل معهم هو عدم المبادرة الى تقديم النصيحة لهم، لأنهم ببساطة شديدة سيرفضونها بسبب إعجابهم الشديد بأنفسهم المتقوقعة على ذواتها، والتزام الحذر في عدم التأثّر بهم، وبالتيقّظ من رعونتهم المفاجئة والمقبلة لا محالة اليوم أو غدا، أو بعد حين، اللَّهُمَّ إِنِّي قد بلّغت!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi