زين وشين
الذين انتخبناهم انتخابا حرا مباشرا، وبمحض ارادتنا، هم الذين أوصلونا الى الطريق المسدود، قبل ان ينعقد المجلس، ويؤدون اليمين الدستورية، التي تمكنهم من ممارسة صلاحيتهم الدستورية، وقد قيل قديما "ماللصلايب الاّ اهلها"!
وصلنا إلى مرحلة لم نكن نتمنى ان نصل اليها، كل هذا وهم لم يجتمعوا بشكل رسمي حتى اليوم، فلم نكن نتمنى ان تتأزم الامور، وكنا نتوقع ان يكون هناك تعاون بين المجلس والحكومة، لما فيه صالح البلاد والعباد!
تصعيد لامبرر له، واعتداء سافر على صلاحيات غيرهم، وهذا ما اوصلنا اليه الذين انتخبناهم، فتوصلوا الى مرحلة الصدام المبكر من خلال تصرفات غير مسؤولة، قبل انعقاد مجلس الامة، فبدأ بعضهم يستبق الاخر على التصعيد، الى درجة جعلت عشرة اعضاء يجتمعون قبل ان يقسموا اليمين الدستورية، التي تؤهلهم لممارسة صلاحياتهم الدستورية، ليمنعوا توزير هذا والتحفظ على ذاك، ويتدخلون تدخلا سافرا في صلاحيات الآخرين، ثم يحاولون إيصال الرسائل الى الرئيس المكلف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس باللقاءات المباشرة، او الاجتماعات التحضيرية التي عادة ما تسبق التشكيل، وتلك الرسائل العلنية، يبدو ان القصد منها تهييج الشارع الكويتي.
متناسين انها تعتبر تدخلا سافرا بصلاحيات القيادة العليا التي من حقها هي فقط اختيار رئيس مجلس الوزراء والوزراء، ومن ثم يتعامل المجلس معهم وفق الاداء، وليس قبل ان يتم تعيينهم، فالذي حصل ان بعض المنتخبين اصبح يتدخل بالتشكيل الحكومي، حتى قبل القسم، وكأنه هو الذي يشكل الحكومة!
واقع مؤلم تمر به البلاد، جعل المواطن يشعر بالقلق، وعدم الاستقرار، والخوف على بلده، الأمر الذي استوجب تدخل القيادة العليا، فالسفينة لا يمكن ان تترك لتتقاذفها الامواج، فالبلاد لها راع، والراعي مدعوم بثقة الرعية، التي ترى ان تدخله اصبح مهما في هذا الوقت بالذات، فقد اصبح التدخل الاميري مطلبا شعبيا مهما، بعد ان وصلت الامور إلى هذا الحد.
وللحقيقة وللتاريخ لا بد ان نقول ان بعض المنتخبين هم من أوصلونا إلى هذا الحد، الذي جعل المجلس يحل قبل ان يجتمع، وهذه تعتبر سابقة خطيرة، الامر الذي اضطرّ صاحب السمو الأمير، حفظه الله، إلى التدخل لإنقاذ البلاد والعباد من المجهول...زين.