بأمانة وصدق

زين وشين

لسنا في زمن "دواوين الاثنين"، ولسنا في زمن "كرامة وطن"، ولكل من يقول ان الوضع أصبح سيئاً بعد حل المجلس، الذي لم ينعقد، وتعليق بعض مواد الدستور، نقول للجميع، وبكل امانة وصدق، حتى وان سلمنا ان الوضع سيئس حاليا، فلن يكون اسوأ من وضعنا المزري، والذي أوصلنا اليه المنتخبون قبل ان يصبحوا اعضاء!

تمادى أشباه المعارضين، ولم يلتزموا الدستور، وشملت لغة خطبهم ألفاظاً لامبرر لها، ولم نعهدها من قبل، وفيها تطاول غير مسموح به، وفيها تدخل سافر في صلاحيات الاخرين، حتى وصلوا إلى مرحلة التجاوز على صلاحيات القيادة العليا، واهمها تعيين اعضاء السلطة التنفيذية، وداسوا بذلك في بطن الدستور، وكل منهم حاول ان يضع يده علناً، ومن دون خوف ولاحياء، على ما يتصور انه نصيبه من "الكيكة"، و كل هذا والأمر لا يزال في بداياته.

فقد ثبت انهم يسعون إلى الصدام، والدستور ينص على التعاون، ويحاولون سحب البلاد إلى الخلف، بدلا من دفع وتسريع عجل التنمية، بل وقسموا مجتمعنا إلى فئات وأقسام ومسميات يعرفونها، ولا نعرفها، والادهى والأمر انهم اعتبروا من يعارضهم، ويعارض توجهاتهم، خصوصا في موضوع التزوير الذي اصبح حديث الناس، اعتبروه، بناء على رأيهم، عنصرياً، او من ذوي الدماء الزرقاء، او معاديا لديمقراطيتهم هم، اما الديمقراطية التي نص عليها الدستور الكويتي فقد انتهت بشكل فعلي بنهاية سنة 2000!

خطاب صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، وضع النقاط على الحروف، ولم يترك شيئا للصدفة، او للتفسير الخاطئ، فأوضح كل الحقائق، ووضع الشعب الكويتي المخلص امام مسؤولياته، ليتحمل مع القيادة مسؤولية اعادة الامور كلها إلى المسار الصحيح.

أجمل ما في هذا الخطاب هذه المرة ان الجميع استمع اليه بإنصات وتفهم، وتفاعل معه، لانه احيط بسرية، تؤكد حرص القيادة على مخاطبة الشعب الكويتي بشكل مباشر، فلم يتسرب من الخطاب اجزاء، ولم تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي قبل إذاعته، ولم يتم الحديث عنه حتى أذيع!

وهذا ما زاد من اهمية الخطاب، وجعله مهماً جداً، حتى ان الناس انتبهوا لكل كلمة وردت فيه، وأعادوا الاستماع اليه اكثر من مرة، رغم أنه أذيع في يوم عطلة رسمية، والقرارات المهمة غالبا ما تتخذ بأيام العمل الرسمي، إلا ان الحكم لا يعرف الراحة... زين.