بلة: الكويت تدعم السودان دون شروط أو أجندة سياسية

500 مليون دولار التبادل التجاري قبل الحرب

الاستثمارت الكويتية عملاقة في الزراعة والإنتاج الحيواني

أكثر من 15 مليار دولار إجمالي الديون الكويتية على السودان

أكد سفير السودان لدى البلاد عوض الكريم الريح بلة أن الكويت من الدول التي تمارس سياستها الخارجية في شكل يسوده الاعتدال والتضامن مع الأشقاء، لافتاً إلى أنَّ السودان يقدّر هذه التوجهات كثيراً، ويحرص على علاقاته مع الكويت التي ظلت من الدول القليلة جدا في العالم التي تقدّم من الدعم والمساعدات من دون أي شروط ومن دون أي أجندة سياسية ومن دون أي تدخلات، وهذه ميزة في الانخراط مع الكويت في مشروعات اقتصادية لأي بلد يحتاج المساعدة.

وأضاف بلة خلال مؤتمر صحافي مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية عقده في مقر إقامته أوَّل من أمس:"لقد شهدنا الكثير من النزاعات، ورأينا وساطة الكويت فيها، فالكويت دولة متصالحة مع نفسها ومع محيطها، وبالتالي، فإن السودان يحرص كثيراً على علاقاته معها".

ولفت إلى أن بلاده كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت وساهمت في ترسيخه، وبعدها ردت الكويت الفضل، كما كان السودان أول دولة تتلقّى قرضاً من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتوسعة السكة الحديدة في السودان.

وأشار إلى أن هناك استثمارت كويتية كبيرة جداً وعملاقة في السودان على مستوى الزراعة والتصنيع الزراعي والانتاج الحيواني، ومشروعات انشائية ومشروعات في قطاع الاتصالات، اضافة الى استثمارات كبيرة جداً لأفراد وشركات في السودان، حيث ان حجم التبادل التجاري كان لفترة ما قبل الحرب يصل الى نحو 500 مليون دولار، وساهمت الكويت في مشروعات عملاقة ليست ذات ابعاد اقتصادية وحسب، وانما مشروعات ذات أبعاد سياسية.

وقال ان الكويت تعتبر أكبر دائن للسودان خارج "نادي باريس"، وان إجمالي الديون الكويتية على السودان تفوق الـ15 مليار دولار ، موضحاً أنه في 2013، قامت مشروعات تنموية عملاقة جداً في السودان، جعلت السودان يتحوّل من مستهلك لبعض الخدمات الى مصدّر لها، مثل الكهرباء من خلال إنشاء 4 سدود ساهمت في زيادة انتاج الكهرباء وفي زيادة الرقعة الزراعية في البلد وبالتالي اتجهت بالسودان خطوة نحو تحقيق الأمن الغذائي العربي.

وقال إن هذه كلها مشروعات حيوية ومهمة ساهمت بها الكويت من دون اي أجندة سياسة، فضلا عن أنها تحصّن منظومة الأمن العربي وترسّخ من أواصر الأخوّة والصداقة مع الدول العربية، مضيفا أن الكويت ساندت "منبر جدّة" الذي نادى بضرورة خروج الميليشيا من الأماكن المدنية التي احتلتها، سواء مستشفيات أو مدارس أو جامعات أو منازل أو مرافق كهرباء أو مياه، وذلك بعدما تم تدمير أكثر من 1000 مصنع وكذلك تم تدمير كل الجامعات وكل المتاحف والمكتبات العامة بشكل تام.

وأكد أنه بعد أن استطاع الجيش السوداني القضاء على الكتلة الصلبة للدعم السريع خلال الشهر الأول للحرب، اتجه الدعم السريع إلى احتلال الأماكن المدنية، مضيفا: "لولا التدخلات الاقليمية وتدخلات بعض دول الجوار، لكانت هذه الحرب انتهت في الشهر الأول".

"زين" ما زالت تدفع رواتب آلاف الموظفين رغم الحرب

قال السفير عوض الكريم بلة رداً على سؤال عن أكبر الاستثمارات الكويتية المتضررة في السودان إن فندق هيلتون الكبير وسط الخرطوم بات تحت سيطرة الميليشيات، كما أن شركة "زين" للاتصالات تضررت كثيراً بعد تدمير الكوابل والأبراج والمحطات، منوها بأنها من الشركات القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لا يزال موظفوها، وعددهم بالالاف، يتقاضون رواتبهم بشكل كامل حتى اليوم، رغم استمرار الحرب لأكثر من عام. وأضاف: "أحيي من خلالكم الرئيس التنفيذي لمجموعة "زين" المهندس بدر الخرافي على موقفه الانساني النبيل، وعلى اصراره أن تستمر الشركة شامخة في السودان، رغم التحديات الكبيرة".

20 ألف سوداني في الكويت

قال سفير السودان عوض بلة خلال مؤتمره الصحافي إن الكويت تحتضن نحو 20 ألف سوداني مع أسرهم، والسواد الأعظم منهم من الأطباء وأساتذة الجامعات والمحاسبين، إضافة إلى عدد من العمال سواء في الزراعة أو في الرعي، مؤكدا أن السفارة تؤمّن لهم كل الخدمات التي يحتاجون اليها.