سمو الشيخ ناصر المحمد يلقي كلمته
تمنى في كلمته خلال الحفل الختامي للفرانكفونية نجاح جهود الانضمام إلى المنظمة الدولية
الاحتفاء بالفرانكفونية احتفاء بالحضارة ... فالفرنسية تمد العالم بالفكر والعلوم
في الكويت ننحاز إلى القيم الإنسانية للحضارة المعاصرة ونؤكد أهمية بقائها واستمرارها
ما يحدث في غزة وما ينتج عنه من خسارة أمر ترفضه جميع الشعوب وتنكره الديانات
أكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن الاحتفاء بالفرانكفونية هو احتفاء بالحضارة المعاصرة، لافتا الى ان اللغة الفرنسية منذ أربعة قرون وحتى اليوم واحدة من أهم اللغات العالمية الحيّة، إذ أمدّت الفكر والفلسفة والعلوم والفنون والقانون والديبلوماسية بآلاف المواد الثقافية سنويا.
الفرانكفونية تتقدم
وقال سموه في كلمته خلال الحفل الختامي لشهر الفرانكفونية (2024) الذي اقامته السفيرة الفرنسية في منزلها بحضور سموه وسفراء الدول الأعضاء في المنظمة الفرانكفونية: إن الفرانكفونية تتقدم بالكويت؛ واشار إلى أن تدريس اللغة الفرنسية بالكويت بدأ عام 1966، آملا أن يكلل بنجاح انضمام الكويت إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
وشدد حرص الكويت على أن تبقى منارة للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم، وأن تبقى ذراعاها مفتوحتين أمام أفضل ما تنتجه ثقافات العالم، لنتعلم منها ونستفيد، متمنياً أن نرى مزيداً من التعاون الثقافي بين الكويت والدول الفرانكفونية خلال السنوات المقبلة.
وأضاف: ان النظام العالمي أثبت التزامه بمواثيقه وقيمه على امتداد السنوات الماضية، مبيناً اننا في الكويت منحازون لتلك القيم الإنسانية والسياسية التي جاءت بها الحضارة المعاصرة، ونؤكد على أهمية بقائها واستمرارها، ونناشد الغرب برمته الحفاظ على قيمه الرائعة التي أثرى بها الثقافة الإنسانية، والتمسك بمعاييرها دون الإخلال بتلك المعايير، لا سيما ونحن نمر بظروف عصيبة، تعصف فيها النزاعات الدموية والحروب بمناطق أوروبية وشرق أوسطية، فالحفاظ عليها في ظروفنا الراهنة يمكنه أن يمنح البشرية قرنا آخر من السلم والأمن الدوليين.
السلام في المنطقة
وأشار سموه في حديثه إلى ما يحدث حالياً في غزة وما ينتج عنه من خسارة لا تُعوّض من شهدائنا الأبرار، حيث أن ذلك أمر ترفضه جميع الشعوب وتندد به جميع الطوائف من يهود ومسيحيين ومسلمين، مضيفاً: اننا لا نرى نهاية لهذه المأساة ووضع حدّ لخسارة المزيد من شهدائنا سوى إحلال السلام في هذه المنطقة الذي لن يكون سوى بالالتزام بقرارات مجلس الأمن، وآخرها القرار رقم (2728) الصادر في 25 مارس 2024، والداعي إلى وقف إطلاق النار وكل الأعمال القتالية في قطاع غزة.
ورأى سموه أن الرجوع إلى حدود يونيو 1967 وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة تكون عاصمتها القدس الشرقية، يضمن عودة السلام إلى المنطقة ويعزّز التعايش بين الأديان ويضمن احترام جميع الكتب السماوية، بداية بالتوراة والإنجيل وانتهاء بالقرآن الكريم الذي نادى إلى احترام جميع الأديان السماوية.
منجزات الحضارة المعاصرة
وأوضح أن الاحتفاء بالفرانكفونية يذكرنا بالمنجزات العلمية والتكنولوجية للحضارة المعاصرة، التي فتحت بوابة السماء لتنقلاتنا واتصالاتنا وأبحاثنا، واختصرت المسافات عبر المحيطات والصحارى والأدغال، وتحكمت بالطاقة، فأضاءت الظلام، وتحكمت بالحر والبرد، وصنعت الثورة الخضراء ليتضاعف إنتاجنا الغذائي عشرات المرات بشكل غير مسبوق، وخففت آلام ملايين المرضى، وقضت على الأوبئة الفتاكة.
واضاف: من الناحية الفنية والأدبية قدمت للعالم فنونا جيدة غير مسبوقة، فقد طورت العديد من آلات الموسيقى، وابتكرت السيمفونيات والأوبرا والباليه، وارتقت بأدب الرواية والرحلات والمسرح، واخترعت التصوير الفوتوغرافي والسينما كأداتين للتوثيق والترفيه، ونقلت الفن الراقي من صالونات القصور إلى الأسواق والشوارع.
وسلط سموه الضوء على المنجزات الأهم والأكثر تأثيرا في التاريخ البشري، لا سيما المنجزات الإنسانية والسياسية، إذ استطاعت الحضارة المعاصرة أن تصنع نظام سلم عالميا بعد الحرب الثانية، ووضعت مفهوم السيادة للدول، وحق تقرير المصير للشعوب، وحقوق الإنسان للأفراد، ووضعت قانونا دوليا يرمي إلى الحد من آثار النزاعات المسلحة، ويحدد القواعد القانونية التي تحكم علاقات الدول والفاعلين الدوليين كالمنظمات الدولية، وأنشأت هيئة الأمم المتحدة لدعم هذا القانون، وجعلت من مهام هذه المنظمة تعزيز الاحترام العالمي لحقوق الإنسان، والحريات الأساسية للجميع، ومراعاتها دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.
محكمة العدل
وأوضح أنها أسست محكمة العدل الدولية لتكون مسؤولة عن الفصل في أي نزاع دولي يُقدم إليها من قبل الأطراف المتنازعة، وأقامت المحكمة الجنائية الدولية كأول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية، وبزمن غير محدد، لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشري، معتبرا أن هذا الإنجاز هو الأهم والأعظم في الحضارة المعاصرة، ويحقّ للثقافة الغربية أن تفخر بتلك القيم الإنسانية التي صنعت نظام السلم العالمي المعاصر.
ولفت إلى ان الحضارة الغربية بعد الحرب العالمية الثانية نجحت في أن تصنع منظومة قيمية رائعة، تمكنت من خلالها من إيجاد نظام عالمي حَفِظ السلم الدولي، وجنب البشرية حروبا كانت وشيكة بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الشيوعي، في وقت كان سباق التسلح والتنافس على اقتناء أسلحة الدمار الشامل على أشدهما، ونجح هذا النظام في وقف كل التوترات بين الدول النووية خلال منتصف القرن الماضي.
ورحب سموه بالناطقين بالفرانكفونية والمحبين لها، مقدماً الشكر والتقدير لكل من ساهم في تنظيم الأمسية، للحفاظ على الوتيرة السنوية للاحتفال باليوم العالمي للفرانكفونية بالكويت، مضيفا: إنها مناسبة نحتفل بها كل عام منذ العقد الماضي، ونلتقي بلفيف من أعضاء السلك الديبلوماسي والسياسيين والأدباء والفنانين ورجال الإعلام.
سمو الشيخ ناصر المحمد محيياً الحضور
لقطة جماعية لسفراء الفرانكفونية
جانب من الحضور
سمو الشيخ ناصر المحمد متحدثاً مع السفيرة الفرنسية ويبدو الشيخ د.أحمد الناصر (تصوير - ايهاب قرطال)
الزميل سعود الفرحان وعبدالعزيز الفرحان
"الفرنسية" اللغة الثالثة بالكويت و30 ألف متعلم يدرسونها سنوياً
كشف سمو الشيخ ناصر المحمد خلال كلمته أن اللغة الفرنسية تحتل المرتبة الثالثة بين اللغات التي تدرس بمدارس الكويت، و أن عدد متعلمي اللغة وصل إلى حوالي 30 ألف متعلم كل عام في الأنظمة التعليمية المختلفة في الكويت، معتبرا ذلك انجازاً كبيراً تحققه الفرانكفونية.
لغة النبلاء والصالونات والأكثر أناقة
قال سمو الشيخ ناصر المحمد: إن المؤسسات الأكاديمية ومراكز الفكر والبحث العلمي ودور نشر الكتب والمسارح والسينما والتلفزيون لا تزال تتلقى الإنتاج الثقافي للغة الفرنسية دون انقطاع، مشيراً إلى ان أوروبا كانت تنظر إلى الفرانكفونية كلغة النبلاء والصالونات، ولهذا ارتبطت بالصقل والرقي والديبلوماسية، وهي لا تزال تشع بأناقتها على مفردات الأزياء والتسريحات والعطور، وتضفي برونقها على المفروشات والأثاث والديكور والاكسسوارات، وتمنح قواعد الولائم والحفلات وفنون الطبخ وآداب المائدة تعبيراتها المهذبة، فالفرنكوفونية هي اللغة الأكثر أناقة بين اللغات العالمية المعاصرة.
أكدت أنها أعلنت رغبتها بالانضمام لكن لم تتقدم بطلب رسمي
لوفليشر: الكويت قد تشارك بقمة الفرانكفونية في أكتوبر
قالت السفيرة الفرنسية لدى الكويت كلير لو فليشر: إن من المحتمل ان تشارك الكويت في قمة الفرانكفونية التي ستعقد في اكتوبر المقبل في فرنسا، لافتة الى أن الكويت اعلنت رغبتها الانضمام الى الفرانكوفونية غير انها لم تتقدم بطلب رسمي للانضمام للمنظمة.
واشارت او فليشر في كلمة القتها خلال الحفل إلى ان تقديم الطلب يجب ان يكون قبل هذا الصيف، مشيرة الى أن هناك نحو 500 الف كويتي يهتمون باللغة الفرنسية سواء بالتحدث بها أو بالاهتمام بالثقافة الفرنسية والاستماع بها.
ولفتت "الى ان سمو الشيخ ناصر المحمد هو الداعم الاكبر للفرانكفونية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وفي عام 2021 تم انتخابه رئيسا فخريا للمنظمة في الكويت، وهو مدافع كبير عن اللغة الفرنسية في الكويت".
واضافت: "رغم ان الكويت غير عضو في الفرانكفونية لكنها دولة فاعلة في كل ما يتعلق بالمنظمة، مشيدة بمخرجات قمة جربا في تونس المنعقدة في 2022.
وعن القيمة المضافة التي ستعود على الكويت، قالت: "اعتقد ان انضمام الكويت الى الفرنكوفونية سيمثل انجازا كبيرا.
الفرانكفونية منظمة غير سياسية
وحول عدم تعليق منظمة الدولة الفرنكفونية على ما يحدث في غزة من انتهاك لحقوق الانسان: قالت "ان المنظمة ليست سياسية لكنها تعنى بالثقافة وتعلم اللغة الفرنسية".