تحرير الكويت

زين وشين

رئيس تجمع دواوين الكويت الوجيه الفاضل فهد المعجل، وفقه الله وأمده بالصحة والعافية، ابلغنا مشكورا بأن اتصالاً هاتفياً جرى مع صاحب السمو امير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، دار الحديث خلاله عن الاجراءات الاخيرة، وقد نقل إلى سموه وجهة نظر اهل الكويت المؤيدة للإجراءات الاخيرة، التي فرضتها الظروف المحيطة، واصبحت ضرورة تتطلبها البلاد في المرحلة الحرجة التي نمر بها.

وقد بارك المعجل، وتضامن مع تلك الاجراءات، مساندا ومؤيدا خطوات الأمير المفدى، وداعيا لسموه بالصحة والعافية والتوفيق.

نقل لنا المعجل، جزاه الله خيرا رد الأمير، حفظه الله، فقد قال له هذا ما نريده من اهلنا وشعبنا، إذا احسنا أيدونا وأيدوا إجراءاتنا، واذا كانت لهم وجهة نظر ابلغونا بها، مجددا سموه قول الفاروق عمر: "لا خير فيكم ان لم تقولوها، ولاخير فينا ان لم نسمعها"، او قال ان لم نقبلها.

وهذا هو الوجه الحقيقي لدولة الكويت واهلها وحكامها، ليست هناك حواجز او ابواب مغلقة، الحاكم يسمع ويتقبل، والمحكوم يبدي وجهة نظره بأدب واحترام، ويسمع ويطيع، امتثالا لقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم": "عليْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعةُ في عُسْرِكَ ويُسْرِكَ، وَمنْشَطِكَ ومَكْرَهِكَ، وأَثَرَةٍ عَلَيْك"(رواهُ مسلم).

فما احوجنا في هذا الوقت بالذات للتمسك بثوابتنا الدينية والوطنية، اكثر من اي وقت مضى، لكي نخرج بلدنا من عنق الزجاجة التي أدخلتنا فيها الممارسات الخاطئة، وتمادي من انتخبناهم للإصلاح، فتجاوزوا حدود صلاحياتهم، التي نص عليها الدستور، حتى بلغ السيل الزبى، فحل المجلس غير مأسوف عليه، قبل ان يعقد جلسة الافتتاح، وسط فرحة عمت جميع ارجاء البلاد.

ولعلم الجميع فرحة الكويتيين بالإجراءات الأخيرة لا تقل عن فرحتهم بتحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم، فقد حررت بالفعل الكويت من مختطفيها، بفضل من الله ثم بحكمة القيادة العليا للبلاد، التي استشعرت الخطر وتداركته قبل وقوعه، وبادرت بالحل الذي اصبح هو الحل بالنسبة للشارع الكويتي، باستثناء المنتمين للأحزاب، وصبيان السفارات، الذين لم نسمع منهم حتى الان، لكنهم لزموا الصمت بعد ان رأوا العين الحمراء.

اللهم احفظ بلدنا الكويت وشعبها من كل مكروه، وارزق قيادتنا البطانة الصالحة التي تعاونها على ما فيه خير البلاد والعباد... آمين.