الثلاثاء 10 يونيو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

دستورنا في حرز مكنون

Time
الثلاثاء 14 مايو 2024
View
220
فيصل حمد ابراهيم المزيَّن

طلت علينا احداث مهمة، وتاريخية في الحياة السياسية، غيرت المشهد كاملا، حيث للتو خرجنا من انتخابات برلمانية، وكل الامور كانت تجري على قدم وساق للجلسة الافتتاحية، بل تم ارسال الدعوات، لكن ماذا حدث، ولماذا وصلت الامور الى حل مجلس الامة، وتعليق بعض مواد الدستور ذات الصلة؟

حقيقة، المتابع للساحة السياسية، يجد أن ما حدث لم يكن مفاجأة على الاطلاق، بل كانت هناك مؤشرات واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، لكن مع الاسف الشديد لم تقرأ هذا المؤشرات بحصافة وحكمة، وتقديم المصلحة العليا للبلاد بدلا عن المزايدات، والتكسب الانتخابي من اجل تسجيل موقف.

وكانت الخطابات الأميرية السامية، وجهت النصح والتوجيه الابوي والدستوري للسلطة التشريعية، وايضاً التنفيذية، كما شخصت مواطن الخلل، والانحرافات عن المسار، واثارها على كل الاصعدة، وتأثيرها السلبي على مصالح المواطنين والدولة وتماسك المجتمع.

كما اشارت الى التحديات الاقليمية والدولية، وانعكاساتها علينا، واكان في النطق السامي، في 22 يونيو 2002، او 31 اكتوبر 2023، او في 20 ديسمبر 2023، وبعد ان وصلت الامور الى طريق مسدود، فجاء الخطاب الاميري يوم الجمعة العاشر من مايو الجاري بحل مجلس الامة، وتعليق بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن اربع سنوات، يتم خلالها دراسة جميع جوانب المسيرة الديمقراطية، وذلك إنقاذاً للبلد وتأمينا للمصالح العليا، والمحافظة على مقدرات الشعب.

وكان ولا يزال تأكيد سمو الامير، حفظه الله، بتمكسه بالدستور والديمقراطية، كنظام لادارة الدولة، وحرصه على ذلك، لكن نظرا لما آلت اليه الامور من تغول السلطات على صلاحيات بعضها، وممارسات خرجت عن المسار الذي ينظمه الدستور والقانون، اصبح لزاما اللجوء الى اخر العلاج، وهو الكي، وذلك من اجل ضبط الايقاع، والخروج من الفوضى السياسية، وحفاظا على حاضر الديرة ومستقبلها.

الملفت للنظر الاحساس بالمشاعر المختلطة بين مرارة الحل، والشعور بالفرحة بحل المجلس من اجل مراجعة المسار، ولتلافي السلبيات، ولتأصيل الممارسة الديمقراطية المنضبطة التي تتماشى مع ديننا الحنيف، وعاداتنا وتقاليدنا، وقيمنا الكويتية العربية الاصيلة، وايضا لمزيد من الحريات، التي ينص عليها الدستور.

وكما قال سموه ان الدستور في حرز مكنون، فهو شرعية الحكم وضمان بقائه، والعهد الوثيق بيننا وبينكم.

اخيرا وليس اخرا نقول يا سمو الامير: سر على بركة الله، فثقتنا فيكم هي ثقة الابناء بأبيهم، وشعبك معك قلباً وقالباً، ونقول: سمعا وطاعة، وأستشهد بهذه الكلمات الي تعبر بصدق، عن احساس ومشاعر كل كويتي اصيل، للمرحوم بإذن الله عبدالعزير الصقر: "مبايعة الكويتيين للاسرة لم تكن يوما موضع جدل لتأكد، ولا مجال نقض لتجدد، ولا ارتبطت بموعد لتمدد، بل هي بدأت محبة واتساقا، واستمرت تعاونا واتفاقا، ثم تكرست دستورا وميثاقا".

 كاتب كويتي

آخر الأخبار