الاثنين 12 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طارق ادريس
كل الآراء

"قاعة عبدالله السالم" إلى لقاء نيابي أصيل

Time
الثلاثاء 14 مايو 2024
View
80
طارق ادريس
مساحة للوقت

لقد باتت الصورة النموذجية للحياة البرلمانية الكويتية حالة يرثى لها، وأصبحت قاعة الحرية والديمقراطية في حالة إغلاق، الله يعلم متى تنتهي، وتٌفتح أبوابها، ورغم حل البرلمان، وتعليق العمل ببعض مواد الدستور، التي تخص أعمال مجلس الامة.

لكن نحن يجب ألا ننسى ان قاعة عبدالله السالم رغم إغلاق مداخلها، لان الممارسة البرلمانية عطلت العمل بها، والسبب يعلمه الشعب الكويتي المحقون، لانه لم يكن عند حسن الظن في اختيار نماذج العمل البرلماني، كما كان يصبو له، امثال اجدادهم وآبائهم البرلمانيين الاوائل المحصنين بثوابت الوطنية، والذين جبلوا على احترام الدستور، والقانون، وقاعة عبدالله السالم في النقاشات والمداولات السياسية والتشريعية، ولم يكونوا مندفعين وراء مصالحهم الشخصية، وأجندات لتحقيق حوافز، ومكتسبات على حساب الوطن والمواطن.

نعم لقد خذلوا نواب ما بعد انتخابات عام 1992، ثم عام 1996، قاعة عبدالله السالم والشعب الكويتي، بمخرجات مختلفة تجهل الحس الوطني، رغم وجود نواب مخضرمين إلى جانبهم، لكن للأسف اخفقوا في ترويضهم، وإرشادهم، وتوجيههم إلى مضابط الجلسات البرلمانية السابقة لاخذ العبر والدروس، والاتعاظ من هذه الضوابط والآراء من مدارس برلمانية متعاقبة، وخبرات مؤثرة بالأجواء السياسية من المجلس التأسيسي إلى مجلس ما بعد التحرير عام 1992.

لكنهم، وهنا نقصد من خاضوا انتخابات ابريل 2024، الذين تمادوا برفع السقف، والحوار، فدفعوا القيادة السياسية الحكيمة إلى إغلاق طريقهم إلى قاعة عبدالله السالم، قبل الولوج اليها لاداء القسم الدستوري، وبذلك اغلق الباب على الفصل التشريعي الثامن عشر بعد شهر وخمسة ايام فقط من نتائج انتخابات مجلس 2024، المنحل والمعطل.

فهل الايام المقبلة ستكون افضل، ونستبشر بلقاء نيابي أصيل برجاله أسلاف نواب مجلس 1963، وما بعدهم من رجالات الدولة الاصيلين؟

نحن ندعو لمجلس وزراء الشيخ أحمد العبدالله الاحمد بالتوفيق والنجاح والسداد، وبعد تشكيله الذي جاء في الوقت المناسب، ويكمم كل المراهنين والأفواه النشاز الذين كانوا يتربصون بالحكومة والكويت، بنشر عبثهم وفسادهم السياسي، والاجتماعي والاقتصادي والإداري، فهم اليوم كالصم البكم لانهم يدركون أن طريق قاعة عبدالله السالم سيكون معبداً لرجال عام 2028، أو من قبلها لقيادة البرلمان الكويتي النقي بشبابه، اجيال رجال العهد الجديد، ورجال الصلب الأصيل، بإذن الله تعالى، وحتى تعود الصورة النموذجية الى قاعة عبدالله السالم تنشر الاستقرار والديمقراطية الحقة، وفق اصولها بالحوار المتزن والعقلاني الحكيم، وباعلاء شأن النظام السياسي الكويتي كما بدأ عام 1963 نقياً صافياً وأصيلاً.

اللهم عليك التوكل، واللهم احفظ لنا كويتنا وقيادتنا، وحكومتنا الرشيدة، ووفقهم لما تحب وترضى، اللهم امين، وارحم شهداءنا الابرار الذين ضحوا بدمائهم من اجل ان تبقى الكويت دولة حرة مستقلة، ذات سيادة، والله المستعان.

 كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار