لاَ تَنْطِقْ فِيَما لاَ يَعْنِيكْ

حوارات

يُنسب لعبدالله بن عمرو بن العاص قوله: "ذر ما لست منه في شيء، ولا تنطق في ما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن دراهمك". والعاقل في عالم اليوم المضطرب هو من يعرف بدقّة ما يعنيه، وما لا يعنيه، ويتوقّف عن الخوض أو مناقشة ما ليس من شأنه، ولا يقع تحت مسؤوليته.

ومما أعتقد شخصيًّا أنها مواضيع وأمور وأشياء يتوجّب على العاقل المُدرِك لخطورة زلاّت وعثرات اللسان، ألاّ يتكلّم فيها، نذكر ما يلي:

- الشؤون الداخلية للدول: يجدر بالمرء الرزين ألاّ ينطق في ما لا يعنيه من الشؤون الداخلية الخاصة بالدول الأخرى، لا سيما ما يتعلق بأمنها الوطني، ولسبب منطقي واضح كونه لا علاقة، ولا شأن له كشخص عادي بهذه المواضيع، ولا ناقة ولا جمل ولا شاة له في شؤون الدول، وأوضاعها، وقضاياها، وأولوياتها السياسية، والاجتماعية، والأمنية الداخلية.

- لا تتكلم عن الشؤون الحياتية الخاصّة بالآخرين: يمتنع الرزين عن التدخّل بالشؤون الخاصّة للآخرين، حتى لو طلبوا منه ذلك، فمن يُشرِكُ نفسه في ما لا يخصّه ولا يعنيه سيسمع، وسيأتيه، ما لا يرضيه، فلا تُدْخِلَنَّ نفسك في ما لا علاقة لك به إطلاقًا، حتى لو تصوّرت أنّك مخوّل من الشخص فعل ذلك.

فالحقّ الذي تظن أنك تملكه حاليًّا لحشر نفسك في الشؤون الشخصية الخاصة بالإنسان الآخر هو حقٌّ وهمي، وربما يجر الانسان نفسه جرًّا الى مؤامرة تحاك ضدّه وهو لا يدري!

- عدم التفاعل مع الحسابات الوهمية في شبكات التواصل الاجتماعي: يُدرك كل ذي عقل أن الحسابات الوهمية في شبكات التواصل الاجتماعي هي وهمية لسبب واضح: استعمال البعض لها كأدوات لبث الاشاعات، وللتشويه المتعمّد لشخصيات الأفراد، ولإثارة الاضطرابات في الدول.

- استثمار الوقت والجهد الزائدين لإصلاح عيوب النفس: يجدر بذي الدِراية وسديد الرأي والسويّ نفسيًّا والمستقيم أخلاقيًّا، أن يستثمر ما يزيد لديه من وقت شخصي ومن طاقات في إصلاح عيوب نفسه، وتطوير شخصيته، وباكتساب المهارات، الفردية والاجتماعية، التي تجعله إنسانًا أفضل، وأكثر عقلانية وعمليّة وفعاليّة، في تفكيره وكلامه، وتصرّفاته.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi