زين وشين
الخير دائما على قدوم الخيرين، نعم فقد استقبلت امطار الخير معنا جلالة السلطان طارق بن هيثم سلطان عُمان، حفظه الله ورعاه، الذي زار وطنه الثاني الكويت، بين أهله وشعبه، ونحن نقول بالصوت العالي: يا مرحبا تراحيب المطر.
لعُمان العزيزة، وشعبها، وجلالة السلطان المعظم مكانة خاصة في نفوس الكويتيين، ولو سمح لنا بخرق البرتوكول لرأيت الشعب الكويتي كله يخرج لاستقبال جلالة السلطان، إلا اننا نلتزم ترتيبات الديوان الأميري.
عُمان وأهلها فرضوا احترامهم على كل شعوب العالم، بعملهم المخلص الدؤوب لصالح السلطنة، بعيدا عن المزايدات والاستعراضات، فحين تضررت السلطنة جراء السيول الأخيرة خرج العمانيون كلهم في فزعة وطنية، وساعد بعضهم بعضا حتى تجاوزوا الأزمة، من دون مساعدات خارجية، ولم نسمع لهم صوتا، او تذمرا، او لوما لحكومتهم، فقد استبدلوا كل ذلك بتعاون جاد فعال مع الحكومة، واستطاعوا تجاوز الأزمة بشجاعة، وترابط، واقتدار، وضربوا للعالم كله اروع الأمثال بالتفاف الشعب حول القيادة، يتقدمهم السلطان المعظم، يشد أزرهم، ويعمل معهم لما فيه صالح البلاد والعباد.
من بين دول الخليج العربية يتميز الشعب العُماني الحبيب باعتماده على الكوادر الوطنية في كل مكان، وفي كل عمل بدءاً بالأعمال اليدوية، ونهاية بأكبر الأعمال، ليس هناك اعتماد على العمالة الوافدة، وليس هناك مواطن يترفع عن اي عمل يعرض عليه، خدمة للوطن، فتجد العُماني أمامك في كل مكان في السلطنة، وهذا ما يسر الناظر، ويرفع من شأن البلاد واهلها.
قد لا يستطيع المواطن العربي او الأجنبي التمييز بين الكويتي والقطري، او الكويتي والسعودي، إلا ان المواطن العُماني يعرف من لباسه المميز، الذي لا يمكن ان يشتبه به احد، وهذا نتيجة تمسك العُمانيين بتراثهم، وحرصهم على ثوابتهم الوطنية، وافتخارهم بهويتهم العُمانية، التي تمسكوا بها فميّزتهم عن بقية شعوب الخليج.
ما يجمع الكويت وعُمان علاقات قديمة، اساسها المحبة والتعاون، والاحترام المتبادل، وعلى هذا الدرب سارت الاجيال، وها هي الزيارة السلطانية تؤكد عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين، فيا مرحباً تراحيب المطر بالسلطان ابن السلاطين في كويت المحبة...زين.