الجمعة 09 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 مشعل صنت العدواني
كل الآراء

بين الخوارج القعد والامعات

Time
الخميس 16 مايو 2024
View
140
مشعل صنت العدواني

قد تكون هذه المقالة سابقه لأوانها، وهي بمثابة الجرعة الوقائية للتعرف على خطر الجينات التي تنخر في جسد الوطن والمواطنين، التي ربما نراها في قادم الأيام، ما لم يعجلها طارئ، فعلى مر التاريخ الخوارج والإمعات على علاقة توافق وتتابع لكل منهما الآخر. يجتمعون على اثارة الفوضى والفتن، واختلال الأمن، وخوارج القعدية كما وصفهم السخاوي ابن حجر "هم الذين يهيجون الناس بالأقوال وذكر المعايب ضد الحاكم وهم قاعدون"، وخطرهم يكمن أن غيرهم يقع ضحية ومطية لهم من بعض ابناء الوطن، خصوصاً في عصرنا الحالي، في ظل وسائل التواصل الحديثة، لذلك لزاماً علينا كشفهم، والتحذير من خطرهم قبل فوات الأوان.

فمن علامات خوارج القعدية أن طاعتهم لولي الأمر خوف، وليست قناعة، وامتثالا لأمر الله ورسوله المبيّن في القرآن والسنة، لذلك كلما ضعفت الدولة ارتفعت اصواتهم بالهتافات الثورية، واحدثوا الفوضى، واخذوا يقذفون كل من لايؤيدهم، ويرى طاعة ولي الأمر واجبا شرعيا واجتماعيا، بالانبطاح وخدام بلاط السلاطين، وكلما قويت هيبة السلطان وتمكنه من رقابهم خضعوا خضوع الذل والهوان، لانه غير مبني على اتباع تعاليم القرآن والسنة، وهدي السلف الصالح من الأمة، الذي لا يوقع من اتبعه في التناقض بالمواقف والذل والهوان لانه طاعة لله ولرسوله، ونهج ثابت لا يتغير، وايضاً سلامته من الفتن والشرور، وإن عظمت والمصالح إن علت.

ومن علاماتهم أن تضيق صدورهم اذا تحقق نجاح الحكومات، اذا تم إقصاؤهم منها، وهم خارج السلطة، ويكذبون الاخبار المفرحة، ويطيرون فرحاً بالاخبار السيئة، والشائعات، واذا هم بالسلطة رضوا عنها، وكانت من أفضل الحكومات.

ومن علاماتهم يرمون بالتطبيل كل من يثني على نجاح الحكومات، وتكثر صور الطبول بتعليقاتهم على الغير، عبر وسائل التواصل، مؤكدين بهذا الفعل افتقارهم للعقل والمنطق، والجبن والخوف من انكشافهم للعامة.

ومن علاماتهم تعظيم صغائر الأمور، والتهويل منها، فاذا تم مثلا تطبيق القانون وإلقاء القبض على أحد المتجاوزين، او اثنين او ثلاثة اخذوا يرددون للعامة أن الدولة"بوليسية" كما يزعمون، والقادم أنت إن لم تتحرك، او اذا عطل الحاكم في أحد البلدان بعض مواد الدستور لمصلحة عليا، رسموا صورة من السواد في أعين وأذهان العامة، وإن الدستور كله تعطل، ومصالح الناس متوقفة. ومن علاماتهم أنهم يستمدون قوتهم بكثرة الجهلاء والإمعات في المجتمعات، كلما زاد عدد الإمعات التبع لهم ازدادت قوة تأثيرهم، وإحداثهم للفوضى.

والإمعة شخص ابتلاه الله بالجهل، وصرفه عن الحق، فلا يستطيع تمييز الحق من الباطل، الا مع سواد الناس إن احسنوا احسن معهم، وإن ظلموا ظلم معهم، ليس له مرجع ومبدأ، سوى انه مع الناس، وذلك ابتلاء الله له بالجهل، اما لعقوبة دنيوية له، او لاختبار له أنه يريه المواعظ والعبر، والاحداث من حوله، ويرى تناقض أقوال وأفعال الأقوام من حوله.

ولهذا وجهنا كلامنا هذا للحذر من الاثنين، اذا اجتمعا، لنحاول التفريق بينهما بالوعي والمعرفة، فإذا انعدم احدهما جر معه الآخر للزوال، كما اسلفنا في بداية المقالة، لأنهما متلازمان متتابعان.

وقبل الختام أود أن اطرح تساؤلا لمن قرأ وعرف تلك العلامات التي ذُكرت، وأن يكون الجواب بينه وبين ربه ليتدارك نفسه ويسترجع: هل أنت من الخوارج القعد، ام الإمعات، ام ليس مما سبق؟

كما أتمنى أن يكون خيار جوابك الأخير والسلام.

كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار