حوارات
"تَعِسَ عبدُ الدِّينارِ، والدِّرْهَمِ، والقَطِيفَةِ، والخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ" (حديث شريف).
تَدلُّ مصطلحات الطُمُوح، والطّمَع، والقَنَاعَة على سلوكيّات إنسانية مختلفة عن بعضها، وهي تشير أيضا الى أطباع نفسيّة محدّدة.
وأَهْدُفْ في هذه المقالة الى توضيح بعض الفروق والاختلافات بينها، وبقصد تبيين بعض الاختلافات، السلوكيّة والشخصّية، بين الطَّمُوح وبين الطَّمَّاع وبين الانسان القَنُوع، ونذكر منها ما يلي:
- الطَّمُوح: يسعى المرء الطَّمُوح الى تحقيق أهداف شخصية مباحة وأخلاقيّة يبتغي فيها الخير، إمّا لنفسه أو لمن يهمّه أمرهم.
والطُّموحُ خُلُقٌ فاضل سيُفضي غالبا الى سلوكيّات معتدلة ومُجزية ليس فيها ما يشير الى الإفراط في الطّمع، أو ما يدلّ على الانقياد وراء شهوة الاستحواذ الأنانيّ، أو تحقيق الأهداف الخاصّة على حساب حقوق الآخرين.
- الطَّمَّاع: ينبع الطّمع من طغيان الشّهوات التي تدفع بعض المتجاوزين لحدود الاعتدال في لهثهم وراء المال الى فعل لا منطقيّ ولا أخلاقيّ في كلامهم أو تصرّفاتهم، بهدف التفاخر والتّباهي على الناس.
والطّمع ضدّ الطُّمُوح، ويتعارض مع السلوك الأخلاقي السويّ، ويتّصف الطَّمَّاع بِغَلَبَة شهوته على عقله، وبافتقاده لمصدّات نفسيّه تمنعه من الشَّروع في ما هو ليس بأخلاقيّ (السعي وراء المال الحرام) ما دام سيرفع شأن الطَّمَّاع لدى نفسه وفي نظرات الناس، وفقا لما يفترض ويتوهّم، فلا يوجد لديه كابح أخلاقي يوقف طمعه المستطير.
-القَنُوع: يقنع الانسان عندما يرضى بِقَسَمَه، وعندما يكتفي بما لديه، وعندما لا يطمع فيما لدى الناس، والقَنُوع هو من يرضى بالكافي من الرِّزْق، ومن لا توجد لديه أصلاً رغبة في الاستحواذ على ما لا يحتاجه، أو ما ليس من حقوقه، وهو من يكاد يختفي عنده أي نوع من الاتكال على الآخرين، وهو من لا تلاحظ في سلوكه سعي مُفرِط للحصول على رضا وقبول الآخر، ولا تطغى شهواته الغريزية على حسّه الأخلاقي، أو تُرْبِكْ حِسَّه السليم، ويعرف دائما ما هو له وما هو عليه، وستجده يسعى دائما لإصلاح عيوب نفسه بهدف السير ثابتا على الصراط الأخلاقي المستقيم.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi