الْعِفَّة عَمَّا فِي أيْدِي النَّاس

حوارات

يَعِفُّ الانسان عمّا في أيدي الناس عندما يمتنع من تلقاء نفسه عن مسألتهم، لا سيما في ما يتعلّق بِرِزْقِه، وحظّه من الدنيا.

ومن يعفّ بنفسه عن طلب معونة النّاس في أمور وأشياء يستطيع هو فعلها بنفسه، هو أيضا من يَمْتلئ قلبه وعقله تقديرا واحتراما كبيرا لنفسه.

ومن بعض مبادئ وسلوكيّات العِفَّة عمَّا في أيدي النَّاسِ في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

- عفيف النّفس يمتنع عن الاتكالية المفرطة على الناس: يسعى عفيف النّفس الى تكريس استقلاليته المالية والمعيشية، إمّا بالعمل المستمر في تطوير طرق تفكيره وشخصيته، أو باكتساب المهارات التي يحتاجها للايفاء بمسؤولياته الأخلاقية تجاه نفسه، وتجاه من يهمه أمرهم.

ويندر أن ترى هذا النوع من أصحاب الشخصيات الحرّة والمستقلة يطلبون من فلان من الناس مساعدتهم لاداء ما يجب عليهم أنفسهم فعله.

- العاقل يعفّ عن طلب رِزْقه من الآخرين: يُدرِك عفيف النّفس أن رِزْقَه يأتيه من ربّ العباد، وأنه لو اجتمع كل الناس على منعه من الحصول على رزقه المقسوم له، فسيفشلون في ذلك، وأنهم لو اجتمعوا للإضرار به، ما استطاعوا عمل ذلك ما لم يقسمه له ربّه جلّ وعلا.

- دوافع عفّة النّفس: تترسّخ عفّة الانسان منذ الصغر، فمن شبّ على عفّة القول والفعل، ونقاء العقل، تولّد لديه دافع نفسيّ شبه فطري يدفعه الى توخيّ الحذر في قول أي كلام أو ممارسة أي فعل أو عمل يتعارض مع احترامه لذاته.

وبالطبع، فالعِفّة فضيلة يمكن اكتسابها أيضا، لا سيما عندما يصل البالغ عمريّا، والناضج نفسيًّا، الى قناعة أنها سمة تُجمِّل شخصيته وترسّخ احترام العقلاء له.

- علامات العفّة عمَّا في أيدي النَّاس: يظهر على عفيف النّفس تحرّج ملاحظ في الاختلاط بأصحاب المال والنفوذ، ليس بسبب تشكيكه بنواياهم وبذممهم، لكن بسبب خوفه من أن يُصبح عالة أو متطفِّلاً على الناس، فهو يعرف ما له وما عليه وما للاخرين من حقوق، ويحترم النّاس بعدم حشر نفسه في خصوصياتهم الشخصية، فَعِفَّ عمّا في أيدي النّاس، تربت يداك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi