"كراكترات" كوميدية لطيفة... تواجه شبح الاستقلالية
بمجرد الإعلان قبل أسبوعين عن دعوة فريق المسلسل السعودي "شباب البومب"، لحضور العرض الخاص لفيلمهم السينمائي الذي يحمل الاسم ذاته "انقلبت الدنيا ولم تقعد"، والملفت للانتباه أن تأثير هذا العمل لم يكن عاديا بل كان هناك "جنون" غير مسبوق من عشرات الآلاف من الأطفال المهووسين بـ"عامر" وأصدقائه في المسلسل، وكان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: كيف لطفل لم يتجاوز السادسة من عمره أن يتابع بشغف كل حلقة من المسلسل ويقوم بتقليد "عامر" في "كراكتر" الشخصية وملابسها وحركة المشي؟، ما الذي قدمه بطل المسلسل الفنان فيصل العيسى، حتى يحظى بهذه الشعبية الجارفة خليجيا؟.
يقول العيسى، عن إلغاء حفل لقائهم الجمهور قبل أيام: "أقسم بجلالة الله إننا حزنا بشدة، لكن حياة الناس اللي تعنت من أجلنا أهم بكثير، أصلا جينا من السعودية عشان نلتقيكم، لكن اللجنة المنظمة أبلغتنا أن أعداد الجمهور فاقت التوقعات عشرات الآلاف من الأطفال وأولياء الأمور في مساحة ضيقة لا تحمد عقبى ما قد يحدث بسبب التدافع؟، لذا قررنا إلغاء الحفل مع وعد بأن يتم الاتفاق على مكان مغلق ومرتب يتيح للجميع الحضور براحة وأمان".
عن توقعه للشعبية الجارفة التي وجدها من الجمهور الكويتي، قال العيسى: "بصراحة كلنا مصدومين، نعم نعرف الصدى الذي يحققه المسلسل والشعبية الجميلة، التي يحظى بها الأبطال لكن وكلمة أقولها من دون مجاملة: الجمهور الكويتي ماله حل، يا رجل أنزل من غرفتي في الفندق أجد التراحيب والشاي والقهوة، أذهب إلى المول التجاري مالك مجال للحركة من اللي يلتفون حولك، جمهور يغمرك بالحب واللطافة والاحترام، هذا جمهور يجب أن تبادله الشعور ذاته".
طبيعة المحتوى
المتابع للأجزاء العشرة الأخيرة، التي قدمت من المسلسل يجد درجة الوعي التي اختلفت وتصاعدت تدريجيا على عكس البدايات التي كانت تظهر "عامر وكفته وياسر وباقي الشلة" مجرد أفراد لا هدف لهم سوى الضحك ساعدهم في ذلك بيئة المجتمع السعودي الخصبة بالعشرات من الأحداث الشعبية مثل رحلات البر والقنص والبحث عن الضبان، هذه الأحداث مع لهجة "عامر" أصبحت "براند" لجيل من الأطفال تأثروا بما يشاهدونه ويتابعونه، فكان تقليدهم أعمى وراء الشكل وليس المضمون، وهذا الأمر لم يلفت انتباه القائمين على العمل، الذين كان هدفهم تحقيق أكبر قدر من الانتشار، لذا بدأت النسخ الأخيرة من المسلسل تتجه نحو الكوميديا والاستهتار، لكن في المقابل توجد رسائل مباشرة وأخرى مبطنة حول غرس مبادئ احترام الوالدين والكبير والأمانة والصدق ومساعدة المحتاج وغيرها، فـ "الكراكترات" والرسائل التوعوية ما لم يكن لها استمرارية وطرح جميل وأسلوب محاكاة طريف سوف تدخل عالم "الهبل والتنمر".
الفيلم السينمائي
بالعودة إلى الفيلم السينمائي الذي لا يزال يعرض حاليا في صالات السينما من سيناريو وحوار عبدالله الوليدي وأحمد الزهراني، إخراج يول كاسي، وبطولة فيصل العيسى وعبدالعزيز الفريحي ومحمد الدوسري ومهند الجميلي، يعتمد على قصة طريفة وكوميديا مستحقة لكن لم يتم فيها مراعاة الفئة العمرية التي يستهدفها الفيلم، على سبيل المثال الأغنية الترويجية للفيلم وطبيعة الأداء الاستعراضي لم يكن موفقا، وقد يعتقد البعض بأن اجتزاء دقائق من فيلم مدته ساعة ونصف ليس منصفا، لكن في الحقيقة عندما تكون هذه الدقيقة هي العامل الرئيس للتسويق للفيلم فلا يمكن تفويتها.
التهديد بالرحيل
المتابع لغالبية نجوم الساحة الفنية وتحديدا في الدراما السعودية، سيكتشف أن غالبية ظهور الفنانين في بدايتهم من خلال فرق جماعية تنجح في عمل أو عملين ثم يبدأ الشقاق، ويبحث كل ممثل عن ذاته والأمثلة لا تعد ولا تحصى وأبلغ دليل الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان وكذلك فايز المالكي، ومن ثم من الجيل الحالي مهند الحمدي ثم يعقوب الفرحان وإبراهيم حجاج وغيرهم، فهل يخبىء المستقبل أحلاما مشروعة لأبطال "شباب البومب" قد تتحول الى كابوس الاستقلالية في القادم من الأيام؟... كل شيء جائز!.
الرسالة
في حال فعلا كانت هناك زيارة مقبلة لفريق "شباب البومب"، اعتقد أصبح لزاما على الجهة المنظمة اختيار موقع رسمي محكم ومغلق بحيث يكون الدخول والخروج بتذاكر مجانية مسبقة، وتفاديا للواسطات يمكن فتح الاستقبال لثلاثة أيام متتالية.
العيسى في شخصية 'عامر'
فيصل العيسى