الأربعاء 02 يوليو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

الحَياة قَصيرة جدّا

Time
الأحد 19 مايو 2024
View
150
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوةِ ٱلدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّيَاحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقْتَدِرا" (الكهف 45).

يَتَحَتَّمُ على المرء المسلم العاقل ألاّ ينسى الحقيقة الدّنيويَّة التالية: الحَياة قَصيرة جدّا، وبخاصة إذا قاسها الانسان بعمر الكون، والذي لا يعلمه سوى الله عز وجلّ.

وحري بكل مسلم عاقل أن ينتهز الفرص المتاحة له الآن، في عمره الدنيويّ القصير جدّا، ليعيش حياته بمقتَضى بعض الإرشادات الأخلاقية الاسلامية التالية، التي لا يختلف على مشروعيتها، وصوابها، وفائدتها عقلاء المسلمين، ونذكر منها ما يلي:

- تقْوى الله عز وجل: يتّقي المسلم ربّه عندما يمتثل لأوامره ويجتنب نواهيه، فيقول المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم:

"‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا‏"(الطلاق‏ 2- 3‏).

و"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" (آل عمران 102).

-الباقيات الصالحات: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النارِ؛ قولوا: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولَا إلهَ إلَّا اللهِ، واللهُ أكبرُ، فإِنَّهنَّ يأتينَ يومَ القيامةِ مُقَدِّمَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ" (حديث شريف).

- الخبيئة من العمل الصالح: خليقٌ بالمسلم العاقل أن يَدَّخِر عند الله عز وجلّ عملاً صالحا لا يعلمه سوى ربّ العباد، فمن يقدر الآن على أن يعمل عملاً صالحا يخفيه عن النّاس، فليقم بذلك بأسرع وقت ممكن، فالحياة قصيرة جدّا، وربما يُنْجِي المرء يوم القيامة عمل قام به لوجه الله تعالى وأخلص فيه أقصى الإخلاص، وأبقاه سرّا بينه وبين ربّه ولم يكشفه لأحد، والله عزّ وجلّ أعلم.

- ردّ المظالم: يجدر بالعاقل أن يُرْجِعَ ما في ذمّته من حقوق للناس، سواء كانت هذه الحقوق ماديّة، أو أخلاقية، أو معنوية، كالتحلّل من ذنوب الغِيبَة إمّا بالاعتذار، أو بذكر ضحية الغِيبَة، عند من ذكره لديه بالسوء، بخير يعرفه عنه.

 كاتب كويتي

@DrAljenfaw

آخر الأخبار