عبدالعزيز الفليج

زين وشين

كلما رحل رمز من رموز الكويت الكبيرة ذات الثقل الاجتماعي، ومن أصحاب الدواوين المفتوحة، والمواقف المشرفة، ورموز العمل الوطني المشرف، ومن اهل الخير والعطاء، فإن رحيلهم يشعرنا بالحزن والاسى، اذ ليس من السهل علينا ان نعوضهم، او نجد مثلهم، او في مستوى عطائهم العظيم لصالح الكويت واهلها.

بالأمس رحل رمز من رموز الكويت، ورجل من ابرز رجالاتها، رجل البر، والخير والتقوى، رحل عبدالعزيز سعود الفليج، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خير الجزاء على كل ما قدم لوطنه وشعبه.

رحل ابو انور تاركا خلفه ارثا عظيما من العمل الوطني، وأعمال الخير التي يحق لكل كويتي ان يفخر ويفاخر بها، فقد حقق، رحمه الله، بصدق معنى اخفاء الصدقة، حتى لا تكاد تعلم يمينه ما تنفق شماله.

عاش حياة حافلة بالإنجازات، من دون صخب ولا اعلان، ولا حب للظهور.

رحل رجل الخير والبر والعطاء غير المحدود، رجل من أهم رجالات الكويت، الذين يعرفون في أوقات الشدائد، ومن نخبة المجتمع الكويتي الذين تُسمع كلمتهم، ويؤخذ رأيهم، ويُستشارون في كل صغيرة وكبيرة، ولا يُشيرون إلا بالحق والرأي الصائب لصالح الوطن والمواطن.

كان الفليج، رحمه الله، جريئا بطرح رأيه، ولا يخشى بالحق لومة لائم، عمل طيلة حياته في العمل الرسمي او الخاص، لمصلحة وطنه، ومن اهم ما ميزه، رحمه الله، انه لا يتدخل في ما لايعنيه، لكنه إذا تدخل عدّل الموازين.

احب اهل ديرته الكويت وأحبوه، وكان له تأثير اجتماعي قوي، لا يستطيع احد ان ينكره، فهو من القلة القليلة الذين تسبق أعمالهم أقوالهم، يسعى دائما الى الإصلاح من خلال عطاء متدفق، ومعين حب وعطاء لاينضب.

سوف تفتقده الكويت واهلها، ويفتقده ديوانه العامر، ومحبوه الذين يجتمعون حوله، واصحاب صدقة السر، الذين لا يعرفون من اين جاءتهم!

نسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، ان يوفق عقبه للسير على طريقه، ويجعلهم خير خلف لخير سلف، ليبقى ديوان الفليج مفتوحا كما كان يقصده المحب والصديق، وطالب الحاجة، وعلى الزين يابو انور تستاهل "النّعم" فوق الارض وتحت الارض، وانا لله وانا اليه راجعون.