السبت 19 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
رئيس مجلس الوزراء... عدِّلوا قوانين الحسد والتحاسد
play icon
الافتتاحية

رئيس مجلس الوزراء... عدِّلوا قوانين الحسد والتحاسد

Time
الاثنين 20 مايو 2024
أحمد الجارالله

سمو رئيس مجلس الوزراء..

لنتحدث بصراحة: منذ 60 عاماً، والسلطتان تتغنيان بالعمل على إيجاد صناعة وطنية، وكذلك اكتفاء ذاتي غذائي، وفي كل برنامج عمل للحكومات المتعاقبة كان هناك بند من أجل تشجيع هذين القطاعين، لكن في الواقع كان يجري العكس، فبدلاً من التشجيع توضع العصي في الدواليب، وتزداد الإجراءات تعسفاً، حتى باتت الكويت طاردة لأي مبادرة فردية في كل القطاعات.

اليوم، نحن في عهد جديد، وقد أعلن صاحب السمو الأمير خطوطه العامة في مناسبات عدة، آخرها كان خطاب العاشر من مايو الجاري، وأساسه استعادة الكويت ريادتها ونهضتها، ولقد وجّه سموه الحكومة في أول اجتماع لها أن تعمل على ذلك، وأنه سيحاسب أي مُقصر.

من هذا المنطلق، على مجلس الوزراء أن يكون على مستوى آمال صاحب السمو الذي يترجم أماني الشعب الكويتي، ذلك بأن استعادة الريادة تكون من خلال إيجاد صناعة وطنية لديها القدرة على المنافسة عبر محفزات، وليس عرقلة أعمالها، كما يجري اليوم، أكان من خلال ما يسمى "الضبطية القضائية" الممنوحة للمفتشين الذين يعملون أحياناً وفق مزاجهم، فيقفلون المصانع لمجرد خطأ بسيط، بناءً على مصالح منافسين، أو إصدار القرارات التي تزيد من أعباء المصنع، والعاملين فيه، وكأن الجميع "حرامية".

في الدول التي قامت فيها صناعة، وضعت الحكومات كل المحفزات لها، بل دعمتها مالياً وإعلامياً وترويجياً، وعملت على تأمين كل الإمكانات لها، لأنها أحد أعمدة الازدهار، والدليل الأمثل على قوة الدولة، ولنا في الدول المجاورة خير مثال على نهضتها في هذا المجال.

أيضاً تشجع الدول الصناعة الزراعية، لأنها تسعى إلى الاكتفاء الذاتي غذائياً، وتعمل على حماية المنتج الوطني، وفي هذا المجال صدق الراحل اللبناني جبران خليل جبران عندما قال: "ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع"، فأول أساسات انهيار الدول هو الاعتماد على الخارج في كل شيء، بدءاً من المأكل وليس انتهاءً باستيراد أسباب الراحة والترف، ولقد حذر ابن خلدون من ذلك قبل 600 عام.

لذا، من المهم أن تكون للكويت صناعتها وزراعتها، وليس استسهال الاعتماد على الآخر في كل شيء، حتى أدوات التنظيف، والمواشي والطماطم، بينما الدول الأخرى التي أخذت الكثير من أفكارنا باتت اليوم تُصدّر لنا كل شيء، لأنها اعتمدت على صناعة محلية، بل عقدت اتفاقات مع كبرى المصانع في العالم لتصنيع أسلحة ومكونات بعض المعدات الثقيلة.

سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله..

سموك أحد رجال الاقتصاد، وعندك خبرة طويلة في ما يمكن أن يساعد في تعزيز الحركة المالية بالبلاد، وماذا يعني الاعتماد على الذات في الغذاء والصناعة، ولدينا مال، وكذلك مساحات شاسعة من الأراضي المهدرة، فيما قيمتها الحقيقية تكون بالمنشآت الموجودة عليها، بالتالي، فإن مجرد تخصيص القسائم الصناعية والرزاعية، لا يكفي إذا لم يقترن ذلك بمحفزات عملية.

قبل نحو 30 عاماً، وقّعت الكويت مع دول عدة نظام "الأوفست"، وهو التزام يُفرض على الكيانات الأجنبية التي توقع عقوداً مع الحكومة، لتنفيذ مشاريع تُحقق أهداف البرنامج، فهل طُبق ذلك، وما الأعمال المشتركة (JOINT VENTURE) التي نُفذت؟

سمو الرئيس..

تحت مسؤوليتكم الهيئة العامة للصناعة، وكذلك هيئة الزراعة، ولديكم حالياً سلطة التشريع إضافة إلى التنفيذ، وبالتالي لديكم الإمكانات لأن تبدأوا بإنهاض الصناعة والزراعة، كي تدخل الكويت عصر الاكتفاء الذاتي أسوة بباقي دول الخليج، فهل هذا صعب؟

  • أحمد الجارالله

آخر الأخبار