زين وشين
بالأمس القريب كانوا يحتفلون، والناس تحتفل معهم بنجاحهم في مجلس الامة، ويجتمع عندهم الاف المحتفلين، وسط صيحات وتصريحات نارية تعترض على تكليف هذا، وترشيح ذاك للوزارة، وتطلق التهديد والوعيد قبل ان يقسم احدهم، ويمارس عمله، وسط هتاف وتصفيق جماهيري يفقد العاقل عقله!
ثم مالبثوا "خلان الرخا" إلا وانفضوا بعد صدور مرسوم الحل، وقليل جدا من يقول لاحدهم "إعليت"، حتى وان تعاطف معهم، فالتعاطف من طرف خفي، أوعلى استحياء، وتلك الايام نداولها بين الناس.
مشكلة المشكلات عند الاعضاء الذين نجحوا اخيرا، وحل المجلس قبل ان يجتمعوا انهم اضاعوا الاتجاه، ولم يعرف بعضهم باستثناء شديدي الذكاء منهم، لم يعرفوا مع من يتعاملون، او بالاصح من هو الشخص الذي جاء إلى سدة الحكم، ومدى قوته وقدرته وشجاعته باتخاذ القرار.
الغلطة نفسها وقعت بها الحكومتان السابقتان، فقد غاب عن ذهن الوزراء، كما غاب عن ذهن الاعضاء الجدد، انهم في زمن مشعل الاحمد، وهذا الزمن يختلف تماما عن الأزمان السابقة، وهذا ما نعرفه ونراه.
كان يفترض فيهم ان يتجنبوا الصدام، فهم قد قرروا بتوقيت سيئ جدا مصادمة من هو اقوى منهم بكثير، وأقدر منهم على اتخاذ القرار الصعب.
والأمر الذي غاب عن ذهنهم ان الشارع الكويتي معه، وليس معهم، فالناس بطبيعتها مع القوي، ولا تحتمي بالضعيف، فلم يجدوا من يؤيدهم، او يخرج الى الشارع من اجلهم، او حتى يقول لاحدهم "إعليت".
حتى الحكومتان السابقتان والتي رحلت غير مأسوف عليها نجدها هي الأخرى لم تجد تقدير الموقف، ولم تع انها امام عهد جديد، فسعت احداهما الى السباحة عكس التيار، فغرقت بينما الأخرى راهنت على الشارع الكويتي فخسرت، فالناس دائما مع الواقف، والزمن لا يرجع الى الخلف نهائيا، فلن تعود "دواوين الاثنين" بما لها وما عليها، ولن تعود مسيرات "كرامة وطن" التي كادت الكويت تضيع بسببها، ولن يكون هناك خطاب "لن نسمح لك"، الذي كان سببا بسجن من اطلقه وردده!
فكرامة الوطن بالتفاف الشعب حول قيادته، والدواوين الحقيقية تلك الدواوين المفتوحة لسماع شكوى المواطن، وحل مشكلاته، وليس التسبب بمشكلات جديدة.
لقد جاء دورنا لنقول لهم "لن نسمح لكم" بتدمير بلادنا...زين.