حوارات
يتولّد في قلوب بعض المضطربين، لا سيما من يعانون من مرض الانفصال عن الواقع، شعور مزيّف أنّ الحياة، والعالم بأسره، يدينون لهم بحقوق عيش حياة ناجحة، بأنّهم مخوّلون للمطالبة بهذة الحقوق المتخيّلة.
ويتّصف هذا النفر، ومن لديهم شعور متضخِّم بالاستحقاق الحياتي، بتشوش أولوياتهم وبفشلهم الحياتيّ المستمر.
ومن بعض أسباب وعلامات الشعور أنّ الحياة تدين للشخص بحقوق كونيّة معيّنة، وكيفية الشفاء من هذا النوع من طرق التفكير الهدّامة، نذكر ما يلي:
-أسباب وعلامات الشعور المُفرِط بالاستحقاق: يمثل عدم النضج النفسيّ السبب الأبرز في شعور البعض أن الحياة تدين لهم بحقوق وباستحقاقات مجانيّة، ويتسبب هذا التفكير المضطرب بتخيّل بعض الأفراد أنّ أهلهم، ومجتمعهم، والعالم أجمع، يدينون لهم بحقوق معيّنة، فقط بسبب أنهم وُلِدوا، وهو شعور غير ناضج نفسيّا، ويتعارض مع أبسط قوانين وحقائق الحياة، ومن بعض علامات هذا النوع من الشخصيات المضطربة، ميلهم الملاحظ الى تضييع وقتهم الحياتي القصير في تصرّفات عديمة الجدوى تضرّهم في الحاضر، والمستقبل، ويتّصفون بانفصالهم عن الواقع، وكأنهم أطفال غير ناضجين فكريّا ونفسيّا في أجساد أشخاص بالغين عمريّا.
ويظهر عليهم كذلك التوسّع المفرط في مجادلة الآخرين العقلاء عن شحطاتهم الفكريّة المجرّدة، وتخيّلاتهم، وآمالهم الوردية، وبسبب خوفهم من مواجهة التحديات الحياتية، فيميل بعضهم الى تجاهلها قدر المستطاع بتضييع وقتهم وجهدهم في نشاطات تافهة.
-الشفاء من الشعور بالاستحقاق اللاّ منطقي: بالنسبة للعاقل، وبخاصّة من لديه وعي مناسب عما يدور حوله في الحياة، فالعالم والحياة والناس الآخرين لا يدينون له بأي شيء إطلاقاً، فحياته هي مجموعة اختياراته الشخصية، فلا يدين له أهله، أو مجتمعه، أو وطنه بأي شيء يمكن أن يحدّد فشله أو نجاحه الحياتيّ.
ومن أفضل وسائل الشفاء من أمراض الاتكالية والانفصال عن الواقع والشعور بالاستحقاق اللاّ منطقي هي الاستيقاظ السريع من الأحلام الورديّة، والبدء بالتعرّف الحقيقي على المبادئ والأولويات والأهداف الشخصية، وتنفيذها على أرض الواقع، بدلاً من بقاء الانسان عالةً على غيره، فلعل وعسى وربما ولو بعد حين.
@DrAljenfawi