مختصر مفيد
جمع الملك حكماء البلد، وقال: "أريد حِكمة بليغة وقت شدتي، وتعينني على إدارة أزماتي".
عجز الحكماء، فجاء أحدهم للملك برقعة مكتوب عليها "كل هذا حتما سيمر".
نظر الملك مليًّا في الرقعة، بينما أخذ الحكيم في الحديث: "يا مولاي الدنيا لا تبقى على حال، أيام السعادة آتية، لكنها حتماً ستمرّ، وسترى من الحزن ما يؤلم قلبك، لكنه أيضاً سيمرّ، إن حكمة الله يا مولاي أن كل أحوالنا، الحسن منها والسيئ، سرورها وحزنها حتماً سيمرّ".
حينها تبسّم الملك راضياً، وأمر أن توضع هذه الحكمة في كل ميادين المملكة، كي يتذكر كل من يراها أن "دوام الحال من المحال". (انتهى الاقتباس).
بالفعل هذا ما يحدث في الحياة، ولقد ضربنا أمثلة عن تقلب الأحوال، فقلنا إن الإنسان يمر بأحوال سيئة ثم جيدة، أو العكس، وهذه الحال معروفة في علم الاقتصاد وتُسمى "الدورة التجارية"، متمثلة بأربع صفات "ركود، انتعاش، رواج، انكماش"، أي أن الضرر لن يستمر الى الأبد، وكذلك التحسن المعيشي، وكما تتقلب الحال بالإنسان تتقلب أحوال الدولة.
لنضرب أمثلة، في ستينات وسبعينات القرن الماضي كان هناك رواج اقتصادي في الكويت، ثم حدثت أزمة "سوق المناخ" تبعها كساد.
وبعد تحرير الكويت حدث شبه رواج، وفي أميركا كان هناك الكساد الكبير في الثلاثينات مع نسبة بطالة كبيرة، لكن بدخول أميركا الحرب العالمية الثانية الى جانب الحلفاء ضد ألمانيا النازية حدث رواج وانتعاش فيها بعد انتهاء الحرب سنة 1945، إذ انتعشت صناعة السيارات والأفلام، وبعد تدمير اليابان في هذه الحرب رأينا الانتعاش فيها بعد ذلك.
وكان الاتحاد السوفياتي قوياً، لكنه تفكك في أوائل تسعينيات القرن الماضي الى جمهوريات مختلفة، وكانت ألمانيا قوية كذلك فاحتلت كثيراً من دول أوروبا، لكنها هُزمت وقُسمت الى قسمين، شرقي وغربي، ثم عاد اقتصادها قوياً بعد تحطيم جدار برلين سنة 1989.
وكانت فيتنام محطمة بعد سقوط سايغون في يد الشيوعيين سنة 1975 عند انتهاء الحرب، لكنها نهضت فأصبحت نمراً آسيوياً، أي من بين أسرع الدول الآسيوية نمواً.
وكانت بريطانيا دولة عظمى احتلت دولاً كثيرة، لكنها تراجعت وانكفأت على نفسها، لدرجة ان سكان اسكتلندا يطالبون بالاستقلال عنها.
رواندا في أفريقيا كانت متخلفة فتقدمت، وأثيوبيا كانت الحال بها سيئة فتحسن وضعها الداخلي، وكانت فنزويلا مستقرة، فتحطم وضعها الداخلي بسبب سوء الإدارة، وكانت أوروبا متخلفة في العصور الوسطى، ثم نشبت بين دولها حروب عالمية، ثم سلام واتحاد.
وكنا نمتدح الاستقرار في دول "مجلس التعاون" الخليجي، لكن الحال اضطربة، وظهر الخلاف الخليجي مع قطر، ثم التصالح، وعاد كيان المجلس متماسكاً.
وكانت بعض الدول العربية، كالعراق وسورية، ومصر واليمن، تشهد نهضة على جميع المستويات برئاسة الملك، ثم ساءت حالها، لكن وضعها سيتغير للأفضل، وفقا لتقلب الأحوال، إنها سنة الحياة، فنأمل ان يتغير عالمنا العربي الى مستقبل أفضل بإذن الله.
كنا أخوة متحابين في الكويت ننتمي لأرضها فنحن أهلها، فجاءت الجنسيات المزورة، وعم العنف المجتمع، وتردى وضعنا الداخلي، وجاء من تجرأ بوقاحة وقال: "أتريدون الحكم أم لا تريدونه"؟ وهذا أمر خطير للغاية!
هكذا تتقلب الأحوال بالأمم، ولنتفاءل، فوضعنا ان كان سيئاً فقد أصبح أفضل من ذي قبل، ولنأمل خيراً، فبلدنا في يد أمينة وبقيادة رشيدة يرأسه سمو الأمير المفدى، حفظه الله.
وكان قرار حل مجلس الأمة حكيماً خشية ان يتحرك المخربون للإضرار بالبلاد.
علينا ان نقطع دابرالاتجاهات السلبية التي أضرت بالبلاد، ونقوي الوحدة الوطنية، ونصنع رجال دولة يحافظون على البلد.
[email protected]