حوارات
يجدر بالعاقل في عالم اليوم المضطرب أن يكون أشدّ حرصاً على تجنّب التأثّر بالشخص السيّئ، وحري به عدم بناء علاقة صداقة مع من سيظهر له لاحقاً أنّه صديق سوءٍ.
ومما أعتقد شخصياً انها بعض الإشارات والعلامات الدّالة على احتمال تحوّل أحدهم صديق سوء، وكيفية اختيار الصديق الصالح، نذكر ما يلي:
- علامات وصفات صديق السُّوء: يكشف المرء السُّوء عن نفسه مبكِّراً، ويتوجّب على المرء العاقل التعرّف على الصفات التي تدلّ على سوء، وربما خطورة من يودّ مصادقته، ومنها عدم غضّه بصره، وتكبّره المفرط، أو عنصريته القبلية المتطرِّفة، أو تحيّزه الطائفي الجنوني، أو فوقيته واستعلائه الفئوي المُنفِّر تجاه من هو مختلف عنه.
ويتّصف "صديق" السُّوء كذلك أنه يجرُّ صديقه الى أن يُصبح أسوأ مما يتأمّل العاقل في نفسه، وتأثير هذا النفر السيئ يقاس بقوّة شخصياتهم، وبخاصة بمدى تأثيرهم الكاريزماتي على "صديقهم"، وصديق السُّوء يصبح كما يصفه العقلاء "صديق السُّوء"، بسبب أنه يسعى أحياناً الى تعويض فشله الحياتي عن طريق سحب صاحبه سحباً الى السير في طريق الفشل الحياتي نفسه الذي سار فيه، فلا يرغب المرء السُّوء سوى بإفشال حياة الآخرين، لكي يشعر أنه ليس الشخص الوحيد في العالم الفاشل حياتياً!
- الصديق الصالح وكيفية اختياره، فهو عملة نادرة، وإنسان استثنائي في سماته الأخلاقية، ويجب الحفاظ والحرص على العلاقة المتينة معه، وصفاته الأخلاقية تتناقض بشكل تام مع الصفات اللاّ أخلاقية لصديق السوء، وهو بالطبع، سيؤثّر إيجابًا على حياة من يحتك بهم، أو من هم محظوظون بصداقته.
ومن أفضل وسائل اختيار الصديق الصالح هو البدء أولاً في البحث عنه في البيئة الاجتماعية المحيطة بالإنسان، فلو خليت خربت، ومن دلالات شخصية الصديق الصالح هو تحفّظه، وربما تمنّعه عن إدخال أي شخص لا يعرفه بدقّة في حياته الشخصية (مصادقته)، وعدم اندفاعه لتكوين صداقات مع كل الناس، وتهذّبه السلوكيّ الملاحظ، وضبطه لنفسه، وغياب التطرّف والإفراط في كلامه وتصرّفاته، والصفات الأهم فيه هو صلاحه الديني، واستقامته الأخلاقية وسوائه النفسيّ، وعقلانيته الملاحظة.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi