الخميس 17 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 أحمد الجارالله
الافتتاحية

بعدما استتبَّ الأمر مؤيَّداً من الشعب... الناس بانتظار البشائر

Time
السبت 25 مايو 2024
View
560
أحمد الجارالله

ثمة أناس يعيشون في الماضي، ولا يعترفون بتغيرات الزمن، لذا تخيب ظنونهم، ومن هؤلاء من يراهنون على أن الإجراءات الأخيرة للعهد الجديد سوف تعيد أحداث ثمانينيات القرن الماضي، وأنهم سيعودون أكثر قوة، لكنهم لا شك بنوا تخميناتهم على أوهام، فما جرى هو مطلب شعبي، قبل أن يكون مطلب الحكم الذي استجاب للناس الذين كانوا يطالبون بعودة هيبة الدولة، والخروج من المأزق الذي وضعتهم فيه جماعة تقديس الدستور، لأسباب باتت معروفة للجميع.

اليوم الأمور مختلفة عما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات، إذ كان العالم العربي يغلي بالقلاقل والانقلابات، والتيارات السياسية تبحث عن موطئ قدم في الدول، لهذا تصاعدت حدة الصراعات الداخلية بين الشعوب، ومنها الكويت، التي كان فيها النزاع على المصالح بين التيارين الإسلامي والقومي على أشده، فيما غاب الأمن القومي من حساباتهما، لهذا وجد النظام العراقي البائد ثغرة صورت له أنه يستطيع ابتلاع الكويت، وجرى ما جرى في العام 1990.

اليوم وبعد ما يزيد على أربعين عاماً من تلك الأحداث، و33 عاماً على التحرير، أيقن الكويتيون أن أي مغامرة طائشة يمكن أن تهدد مصيرهم الوطني، لذا أجمعوا على وحدتهم مهما كلف الأمر، وجاءت أحداث ما سمي "الربيع العربي"، ودمار تونس وليبيا وسورية واليمن والعراق، وما جرى في دول أخرى، لتعيد للأذهان الجرح الذي لا يزال يعاني منه الكويتيون، خصوصاً حين شاهدوا ما جرى في تظاهرات ما سمي "كرامة وطن" والتعدي على رجال الأمن، وليس فقط المس بهيبة رئيس الدولة.

من المعروف في علم السياسة أن دولة فاسدة أفضل من لا دولة، وأن الإصلاح لا يمكن أن يجري في يوم وليلة، وأن في مكان ما لا بد من إجراءات مؤلمة، لا سيما أن الشعب في السنوات الأخيرة عانى الكثير من الضيم الذي تسببت الاختيارات الخطأ به، والرهان على ممثلي الأمة، أقل ما يقال فيهم إنهم خيبوا ظن الناخبين، إذ لا يمكن أن تحل خمسة مجالس نيابية في غضون عشر سنوات، وتتعطل الدولة كلها، من أجل مطالب مشبوهة عمل عليها التيار الإسلامي، الذي استحوذ على "الخيط والمخيط".

لقد تحولت الكويت في تلك الفترة إلى ما يشبه مصابا بداء الطاعون المحجور عليه، فأغلقوا البلاد، ومسحوا كل شيء جميل، بدءا من المسرح والفنون والثقافة، وانتهاء بالتعليم، الذي جعلوه وفق رؤيتهم المنحرفة التي لا بد أن تنتهي إلى "دعوشة" المجتمع، وهو ما يناقض طبيعة الشعب الكويتي المؤمن والمتسامح، والساعي الى الريادة في كل شيء.

هؤلاء وغيرهم ممن عملوا على توظيف كل شيء لمصالحهم بدءا من الطرق والخدمات وحتى المشاريع التنموية، وتقاسموا كعكة المال العام بوضح النهار عبر فساد لا يطاق، بل إنهم سعوا وبطريقة ممنهجة لجعل الكويت دولة فاشلة، على غرار الدول التي ابتليت بجماعات لا هم لها إلا الاستحواذ على مقدرات بلادها.

هؤلاء في غيهم وصلوا إلى المسّ بالأمير وصلاحياته، وحاولوا إلقاء القبض على القضاء، لهذا عجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ومنذ سنوات، بالمطالبة بحسم الأمر، حتى لو كان ذلك عبر عملية جراحية مؤلمة، وحين تيسر للدولة أمير حازم، يقدم مصلحة بلاده على أي مصلحة أخرى، ويعرف طريق الحكم الرشيد جيداً، لبى مطالب شعبه، لذا اليوم بدأنا نشهد اختفاء لأسماء وهمية عاثت فساداً وغمزاً ولمزاً بين الناس، وكانت تعمل على تقويض هيبة الحكم.

الشعب الكويتي، مثله مثل أي شعب، يرغب أن تكون له دولة فاعلة وقوية، وهذا لا يتيسر إلا حين يكون على رأس الدولة حاكم يعمل على نهضة بلاده.

من هنا نكرر أن الريادة والعودة إلى الطريق الصواب لن تكون إلا عبر رجل واحد عرف طريقه، ولهذا، فإن الشعب اليوم ينتظر بشائر تحقيق الوعود التي وضعها في خارطة الطريق حاكمه الحكيم، وعلى مجلس الوزراء أن يكون عند حسن رئيس الدولة، والشعب.

آخر الأخبار