العَقْلُ الصَارِمُ

حوارات

يشير العقل الصارِم في هذه المقالة الى نوعية معيّنة من العقول الحادّة جدًّا في طرق تفكيرها، فالشيء الصارِم هو الحادُّ السريع القطع (سَيْفٌ صَارِمٌ)، وصاحب العقل الصارِم جّادٌ في تفكيره، وحازم في قراراته الشخصية، ولا يحيد عنها وقت ما يصل الى قناعة بحتميتها بالنسبة له، أو بالنسبة لمن يهمه أمرهم.

وأعتقد أنه يجدر بالمرء، الذي لا يزال يسيطر على جانب حرٌّ من عقله في عالم اليوم المضطرب، أن يسعى الى جعله أداة تفكير صارمة تخدمه، وتمكّنه من عيش حياة أصلية وواقعيّة.

ومن بعض سمات صاحب العقل الصارِم، وبعض وسائل الحصول على هذا النوع من العقول الفعّالة، نذكر ما يلي:

- سمات صاحب العقل الصارِم: يتّسم الفرد الذي يمتلك عقلاً صارماً بحسمه في إتخاذ القرارات الحياتية المصيريّة التي تتطلّبها مصلحته الطبيعية، أو منفعته المستقبليّة.

وليس بالضرورة أن يكون صاحب العقل الصارِم بلا رحمة أو شخصاً أنانياً، لكنه يتّصف دائماً بأنه يعرف ما له وما عليه، ويعرف خصوصا ما عليه فعله بهدف عيش حياة يرضاها لنفسه.

وإذا اتخذ صارِم العقل قرارا حياتيّا، فهو لن يحيد عنه قيد أنملة، وبخاصّة إذا ارتبط هذا القرار بعلاقاته مع الآخرين، وصاحب العقل الصارِم ليس فردا متشدِّداً أو متحجِّراً فكرياً أو شخص غير متسامح مع الناس، لكنه لا يلين عاطفياً عندما يتطلّب الظرف أو السياق الذي يجد نفسه فيه حزماً وصرامة تفكيريّة تفصل بين ما يعتبره حقاً وبين ما يعتبره باطلاً.

ووفقاً لتفكيره الصارِم: ما يصنع حالته المعيشيّة وظروفه الحياتيّة، وما يُشَكِّل طبيعة وجوده الإنساني هي اختياراته الشخصيّة.

- وسائل الحصول على العقل الصارِم: تبدأ عملية امتلاك العقل الصارِم بالتخلِّص من الأوهام والمشاعر الرومانسية المُفرِطه وغير الناضجة نفسياً، لا سيما ما لا تعكس الواقع الحياتي بكل تفاصيله الحقيقية الباردة، فإذا تنظّف العقل من الأوهام عن حقيقة الوجود الإنساني، سَهُل إعادة برمجته لكي يصبح أداة تفكير صارِمة، وبالتثقيف الذاتيّ الجادّ والمكثّف عن دروس وحقائق الحياة، وبخاصّة التي يتم تفادي مواجهتها، وبالتوقّف نهائيًّا عن محاكاة أفكار الآخرين!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi