نور الغندور ومحمود بوشهري
"صخلة الفريج تحب التيس الغريب"... و"يا زين الأجانب زيناه"
لم أجد فرصة لحضور الفيلم السينمائي "شهر زي العسل" عندما استقبلته دور السينما في الكويت، وعندما وجدته متاحا على منصة "نتفليكس" أيقنت أن الفيلم يحمل "أمرا ما" لأن منصة بهذا الحجم والمكانة العالمية لا تغامر بشراء حقوق عرض أي منتج فني عربي ما لم يكن القائمون عليها يدركون لماذا وكيف سيتم الترويج له وتسويقه بين مئات الأعمال الفنية المدرجة على قوائم المنصة، إذن عرض الفيلم عبر "نتفليكس" كان بمثابة بطاقة دعوة مجانية لمتابعة أداء ثنائي من نجوم الساحة الخليجية تعرضا إلى وابل من الهجوم الضاري وتهم "ما أنزل الله بها من سلطان"، ولولا المساءلة والقوانين وقانون الجرائم الالكترونية ربما تمادى البعض في انتقاد الفيلم، خصوصا عندما جنح البعض بتفكيره في رسالة وهدف الفيلم وأن مشاهده وحواراته "عيب وحرام" في الوقت الذي يوجد "بلاوي متلتلة" في جميع الأفلام المعروضة لكن يبدو أن "صخلة الفريج تحب التيس الغريب"، لذا نهاجم أعمالنا المنتجة مهما كانت ونغض الطرف عن أعمال الغير و"يا زين الأجانب زيناه".
الفيلم من تأليف إياد صالح، إخراج إيلي السمعان، وبطولة نور الغندور، محمود بوشهري، قحطان القحطاني، غرور، أمل محمد، مهدي برويز، زمن عبدالله، آسيا الشمري.
تدور قصته حول شخصين يجدان نفسيهما مضطرين للزواج في أسرع وقت ممكن، وخلال أحداث الفيلم تتدخل "أمل" صديقة "نور" وزوجها "وائل" لتدبير زواج الشابة اليافعة من رجل الأعمال التقليدي "حمد"، دون أن يعرفا أن لكل منهما دافعه الخاص لخوض هذه التجربة، لتبدأ الحقائق بالوضوح خلال شهر العسل، ومن هنا تتصاعد المواقف.
إلى هنا وكل الأمور "طيبة" لكنها بدأت تسوء تدريجيا عندما تناولت "نور" عن طريق الخطأ حبوب "الفياغرا"، هذا المشهد بالنسبة لمن يعتبر الفيلم عملا خليجيا سينمائيا هو مشهد جريء دخيل لأنه يخترق عقل المتلقي ويجبره قسرا للتفكير بطريقة مقززة "مع شوية تخيلات مجنونة"، وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك رفض شبه جماعي لسيناريو المشهد والرؤية الإخراجية التي تم تنفيذها، بينما يؤمن فريق آخر بأن "يا جماعة كبروا عقولكم" نحن في الألفية الثالثة ووجود مثل هذه النظرة "تخلف" لا يجوز ويدخلنا مرحلة "العيب وقصر النظر"، وبين "الطارح والمطروح" انهالت التهم المزعجة على "نور وحمد"، أو نور ومحمود، لسبب واحد لا ثاني له وهو انهما "محسوبان على المجتمع الخليجي وما قاما به من مشاهد يجب أن يحاسبا عليها بحد السيف"، هذا الأمر دفع بطلة الفيلم الفنانة نور الغندور، إلى التصريح: "في مجتمعنا العربي يرفض الجمهور المشاهد الجريئة رغم أننا نجتهد من أجل تقديمها في إطار محترم وبعيد عن التجريح، لكن الغريب أن الجمهور يتقبل الأمر في الأفلام الأجنبية"، في وقت أمرت نيابة الإعلام باستدعاء شريكها في الفيلم محمود بوشهري، وهنا انبرى شقيقه عبدالله، للتعليق والدفاع عن الفيلم.
طبعا المشهد الآخر عندما ذهبا للسهر في النادي الليلي وقاما باحتساء الخمر والترفيه عن نفسيهما للتقرب من بعضهما البعض، هذا المشهد "أوقف الدنيا على رجل واحدة" الى درجة طالبت بعض الحسابات في "السوشيال ميديا" بمعاقبتهما وحرمانهما من التمثيل، وهما في الحقيقة لم يفعلا شيئا يستحق المحاسبة بل قاما بتأدية مشاهد كوميدية، والهجوم عليهما بمثابة دفعهما نحو الانتحار الفني، خصوصا أن نور، تشق طريقها حاليا نحو النجومية العربية، بينما يبحث محمود، عن هذه النوعية في السينما مرتكزا على نجوميته في الدراما الخليجية ومن الظلم "تكسير مجاديفهما".