عَقْلِيَّة كسب الغَنَائِم والمال الْحَرَام

حوارات

"لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ"، (حديث شريف).

العقليّة هي طريقة، أو مذهب، أو طبيعة التفكير الشخصية المُفَضَّلة التي يستعملها الانسان في حياته، وتشير عقليّة كسب الغنائم، والمال الحرام الى نوع معيّن من التفكير المُعوجّ أخلاقياً، لا سيما عند من يمارسون سلوكيّات السرقة والتزوير، والتزييف والتحايل على القانون لسرقة المال الحرام.

ومن بعض الصفات السلوكيّة اللصوصيّة البارزة لأصحاب عقليات كسب الغنائم والمال الحرام، نذكر ما يلي:

- سلوك الكَرّ وَالفَرّ: الحياة الإنسانية، وبخاصة الجزء الذي يرتبط بالتعامل مع الآخرين في العالم الخارجي، بالنسبة لصاحب عقلية كسب الغنائم والمال الحرام، هي حرب وقتال دائم تتطلّب كراً وفراً مستمراً (هجوم وتراجع وخديعة).

ويطغى على عقول هذه الكائنات البشريّة ذات الطبع الجشع والنّهِم والحريصون جدًّا على الدنيا، ميلهم شبه الفطري الى التزوير والتلاعب بهدف الحصول على المال من أي مصدر كان، فلا يحلّلون ولا يحرّمون ما يقولونه أو ما يفعلونه، ما دام سيُكْسِبُهِم ذلك مادياً أو معنوياً في حروبهم المتواصلة ضدّ المجتمع المتحضّر، والمدني والمسالم.

- غياب الانتماء والحسّ الوطني: لا يحسّ صاحب عقلية كسب الغنائم والمال الحرام من الأساس بمسؤولياته الأخلاقية تجاه وطنه، وربما لا يوجد لديه أصلاً استعداد نفسي للانتماء الى أي مجتمع وطني، فالأوطان بالنسبة لهذا النوع من البشر المضطرب أخلاقياً هي فقط محطّات موقتة في مسيرتهم التي لا تتوقف لكسب المزيد من الغنائم والمال الحرام، والعياذ بالله.

- التديّن الشكلي: يقف تديّن أصحاب عقليّات كسب الغنائم عند أشكالهم الخارجية فقط، ولا تنغرس في قلوبهم المتحيّرة والمتذبذبة الأخلاقيات الدينية الحقيقية، وربما سيستعملون المظاهر الشكلية للتديّن كأدوات متاحة يستخدمونها للتوغِّل وللتعيّش الطفيليّ على المجتمعات المستقرة، ومن أجل تحقيق هدف واحد فقط: كسب مزيد من الغنائم على حساب التديّن الحقيقي.

- السلوك اللُّصُوصِيّ: "يُتْقِن" صاحب عقلية كسب الغنائم الاستيلاء على المال العام وأموال الآخرين بسبب ترسّخ طبعه النفسيّ اللّصوصيّ، وربما يظهر عليه، رغما عنه أحيانًا، نظرات التلصّص الدَّنيء والتحديق الحاسد.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi