الحجاج وولده

زين وشين

من الأساطير الشعبية أسطورة تقول: "حلل الله الحجاج عن ولده"، ولا اعلم مدى صحتها تاريخياً، لكنها متداولة في الخليج وجزيرة العرب.

يقال ان الحجاج حين وافته المنية أوصى ولده بأن يحمله إلى المقبرة بخط مستقيم، واي بيت يعترض طريقه يهدمه.

تمسك الولد بالنصيحة، وهدم كل بيت يعترض طريق الجنازة، إلى ان وصل المقبرة، فقال الناس: حلل الله الحجاج عن ولده، وكان يقصد ان يحلله الناس بعد ان يروا ظلم ولده!

والشارع الكويتي يقول كنا نتوقع ان الحكومة سوف تكون ارحم بنا من المجلس، الذي رحل غير مأسوف عليه، وان هناك قرارات سوف تصدر لصالح المواطن، ومنها الزيادات والقروض وغيرها.

واذ بالتسريبات تقول ان باكورة عمل الحكومة قانون المرور المجحف الجديد الذي سبق ورفضه مجلس الامة، وبهذا القانون تدفعنا الحكومة دفعاً إلى الترحم على ايام المجلس، بعد ان صفقنا للحل!

قانون المرور الجديد وفق التسريبات يحتوي على عقوبات كبيرة مغلظة، أهونها السجن شهرا وغرامة 500 دينار، ولا يفرق بين من يتعمد مخالفة القانون ومن يخالف من دون ان يعلم، وكأنما هم ينتظروننا ان نقع في الخطأ ليقتصوا منا! الأدهى والامر ان دفاتر المخالفات اصبحت، وان لم يكن كلها فبعضها، بيد ابناء الكويتيات الذين يتصيدون على الكويتي الخطأ لتتم مخالفته، بل ويكبرون المخالفة شلتكبر العقوبة بطريقة الحاقد المنتقم، إلا من رحم ربي منهم!

مثال ذلك تقف في "ممنوع الوقوف" يكتب لك مخالفة عرقلة السير، وقانون المرور الجديد يفترض بهم الصدق، وعلى المخالف (بفتح اللام) ان يثبت العكس!

يا حكومة سلمتم رقابنا بيد من لا يرحمنا، وشددتم علينا العقوبات، ونحن متأكدون ان المواطن البسيط هو "اللي بياكلها"، بسبب مراهقين سلموهم دفاتر مخالفات!

يفترض بالمخالفة الكبيرة، ان الذي يخول بتحريرها رتبة كبيرة فقط، لضمان عدم الظلم اما، والأمر بيد ابناء الكويتيات، والمخالفات كبيرة جدا، فعلينا وعلى معاشاتنا السلام، وحلل الله الحجاج عن ولده... زين.