تاجر الأغنام وسرقة ماشية الملك... ما أشبه اليوم بالبارحة

حديث الأفق

السارق بلا ذمة، لذلك يورط الأبرياء قصداً، وهذه حال الفاسدين أيضا الذين يشيعون مفاسدهم بين الناس، وفي هذا الشأن، قرأت قصة عن سارق تسبب في إعدام أحد التجار، أنقلها هنا.

إذ يحكى أنه في يوم من الايام كان هناك تاجر غنم، وكان له دكان في السوق يعرض فيه بعض بضاعته، وقد مضى عليه ثلاثة أيام لم يبع أي خروف، لذا حين أتاه أحدهم وعرض عليه عشرة خراف وبسعر زهيد، قال له إنه لا يملك المال.

ولأن الرجل كان مستعجلا، تركه وذهب الى الدكان المقابل، حيث اشترى صاحبه الخراف، فيما مضى السارق في حال سبيله، وعلى هذا شعر التاجر الأول بالمرارة، وقد حزّت في نفسه خسارته الصفقة، وصار يندب حظه، وأغلق دكانه وانصرف إلى بيته، لا يقوى على شيء، يملؤه الغضب.

صباح اليوم التالي أتى هذا التاجر مهموما الى السوق، فوجد دكان زميله التاجر الذي ابتاع الاغنام من الرجل الغريب مغلقا على غير العادة، والجميع في حال وجوم وحزن، فسأل: لماذا الجو مكتئب؟

قال احد الجيران: "اليوم، وبعد صلاة العصر سيتم إعدام زميلك التاجر، لانه اشترى غنماً مسروقاً من مزرعة الملك، وامس وجدوها عنده، ولقد حكم قاضي المدينة بإعدامه فورا، ليكون عبرة لمن تسول له نفسه سرقة أغراض الملك".

حينها سجد الرجل لله شاكرا انه أنجاه من القتل بأبشع تهمة، وهي السرقة، وانه قد حجب عنه لثلاثة أيام البيع والشراء، ولم يكن في صندوقه مال ليشتري الاغنام المسروقة.

الحكمة من ذلك، أن ما تراه شراً وراءه لطف خفي لا يعلمه إلا الله، والحكيم الخبير سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"(صدق الله العظيم).

قسمة الذئب والثعلب

وهناك ثمة قصة أخرى لها دلالاتها، إذ يروى أنه في يوم من الايام قرر الأسد والذئب والثعلب الصيد معا، وبعدها تقتسم الصيد على ثلاثة.

ذهبت الى الغابة، واصطادت حمارا وغزالة وأرنبا، واجتمعت لاقتسامها، فقال الأسد: "أيها الذيب اقسمها بيننا"، فقال الذيب: "الغزالة لك أيها الأسد، والحمار لي، والأرنب للثعلب".

فغضب الأسد وهجم على الذئب وأكلها، ثم قال الأسد أيها الثعلب اقسم الصيد بيني وبينك.

فقال الثعلب: "أيها الأسد، الحمار لك في الغداء، والغزالة لك في العشاء، أما الأرنب فهو لك أيضا بين الوجبتين".

فقال الأسد له: "من أين تعلمت هذه القسمة العادلة؟".

أجاب الثعلب: "لقد تعلمتها مما حدث مع الذئب".

نكشات

يا وزراء عودوا إلى مكاتبكم في المساء، فالكويت بحاجة الى الكثير من الوقت لخدمتها، فلقد مضت ثلاثون سنة ونحن في نوم عميق، او شجار مسموع للكافة.

الديبلوماسية في العرف والمنطق أغلب تفسيراتها هي من الكذب والمغالطة.

العين تترجم ما في الذهن، وقارئ العيون يعرف ماذا يريد الذي أمامه، أكان خيرا أو شرا.

لقد أسقط الناخبون المنحرفين الذين أرادوا العودة بالبلاد الى الوراء، أسقطوهم، ولم يعودوا، ولقد كثر العاضبون عليهم، ومن يتبنى أفكارهم أخفوا عواطفهم، فيما العصر عصر الانتفاح.

كبير القوم أكثرهم شكوى، والتعب يحيط به من كل جانب، خصوصا إذا كان رجلا لديه ذمة ناصعة، ويخاف ربه.

يقولون اختلاف الاثنين من حظ الثالث، اي اختلاف القضاة والعلماء والحكام رحمة من رب العالمين.

يا معالي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وزير الدفاع، الظلم ظلمات، فشكراً لزيارتك مجمع السجون، وليتها تتحول رياض إصلاح وتهذيب، بدلا من أن تكون رياض تعذيب.

يقول المثل:

"من قلة الخيل شدينا السروج على الكلاب".

جميل الوجه جميل النفس، لذا اطلب الخير من حُسن الوجوه، لأنهم بلا عقد، وبعيدين عن الحسد والنميمة.