كُنْ قُدْوَة حَسَنَة لأبنائك

حوارات

"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم 4).

يشير مصطلح "القُدْوَة الحَسَنَة" في هذه المقالة الى الشخص الذي يَقْتَدِي به الآخرون بسبب استقامته الأخلاقية، ويجدر بالأب والأم اللذين يرغبون في تربية أبنائهم على الأخلاق الفاضلة، أو يريدون إصلاحهم، أن يسعوا أنفسهم لأن يكونوا قدوات أخلاقية وحسنة لهم.

ومن بعض سمات ومهارات ولي الأمر القُدْوَة الذي يمثّل نموذجًا أخلاقيًّا يحتذي به أبنائه، نذكر ما يلي:

- ولي الأمر ومهارة إدارة وتنظيم الوقت: إذا رغب الوالدين في جعل أنفسهم قدوات حسنة لأبنائهم، فحري بهم الحرص على تنظيم واستثمار أوقاتهم الشخصية بشكل إيجابي ومفيد عبر الحرص على تحديد أولوياتهم، وأهدافهم، ووضع جدول زمني لتحقيقها والتزامه كاملا، قدر المستطاع، وتعلّم كيفية منح الأولوية للأشياء المهمة في الحياة، والتخطيط بدقّة متناهية، وكيفية وضع وقت للراحة.

- الوالدان ومهارة التواصل الفعّال مع الآخرين: لا يمكن لولي الأمر أن يُصبح قدوة حسنة لأبنائه ما لم يمتلك أولاً مهارات الانصات للآخر، والتفاعل البنّاء أو التفاوض الفعّال معه، وأساليب التخاطب مع الشخصيات المختلفة، ووسائل التعبير عن الرأي الشخصي.

- الأبناء ومهارة حل المشكلات: تحديد المشكلة بكل جوانبها، والتعرّف الدقيق على أسبابها الأساسية، والقدرة على التفكير خارج الصندوق، وممارسة التفكير النقدي، والبحث عن حلول مناسبة للمشكلة، هي بعض السّمات التي يجب أن تتوافر في ولي الأمر القُدْوَة.

- ولي الأمر والقدرة على التكيف مع العالم الخارجي: يحتاج الأبناء الى تعلّم طرق التعامل مع الناس في العالم الخارجي، ومنها على سبيل المثال عمليات التكيّف مع البيئة المحيطة، وامتلاك قدر مناسب من الوعي الظرفي، والنهج المناسب للتعامل مع المتنمّرين، أو المتحرّشين، أو المُبتزين، وأسلوب التفكير بشكل واقعي.

وتجنّب القدوات السيّئة، والقدرة على استعادة التوازن النفسي بعد التعرّض للصدمات، والتعامل الصحيح مع الضغوط النفسية، وولي الأمر غير المتوافق نفسيًّا مع نفسه، وربما لا يملك القدرة على التفاعل البنّاء مع ما يمكن أن يتعرّض له في العالم الخارجي، خليقٌ به سدّ ثغرات الضعف في شخصيته لكي يصبح قدوة حسنة لأبنائه.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi