اشتعال بورصة الترشيحات بعد إعلان "شاشا" تبني قصة بدر المطيري تلفزيونياً
لا يزال الشارع الكويتي منشغلاً في متابعة المواطن بدر المطيري، الذي روى قصة الظلم الذي تعرض له عن طريق الخطأ وزج به في السجن بتهمة حيازة وتعاطي المخدرات، وانتشرت مقابلة المطيري، خلال استضافته في بودكاست "محفوف" لمدة ست ساعات تجاوز عدد مشاهدتها 3 ملايين، علما بأنه ظهر وروى القصة ذاتها بتفاصيلها قبل أكثر من عشر سنوات وتحديدا في برنامج "مسيان"، الذي كان يعرض على شاشة قناة "اليوم" قبل قرار اغلاقها نهائيا بسبب الأوضاع السياسية التي كانت تشهدها الكويت العام 2012 وما قبله.
الجديد
أما الجديد في قصة المواطن بدر المطيري، فهو تبني منصة "شاشا" واعلانها رسميا إنتاج القصة تلفزيونيا من خلال الدراما الاجتماعية "أيام الظلام"، حيث ظهر بطل القصة في فيديو عرضته القبس الالكترونية، وهو يراجع النص المكتوب موجها كلامه إلى المشاهدين وطالبهم المشاركة في ترشيح الممثل الذي يجدونه أقرب الى تجسيد شخصيته ومعاناته التي قضاها ظلما خلف أسوار السجن قبل اكتشاف دليل براءته في قصة لا يمكن أن يصدقها عقل، واشتعلت بورصة الترشيحات لمجموعة من الفنانين اقتصرت المنافسة بينهم، ونشرت الكثير من الحسابات المهتمة والمعنية بالدراما التلفزيونية أسباب ترشيح سين أو صاد من الممثلين، حيث تنافس في بورصة الأسماء كل من حمد العماني وعلي كاكولي وأحمد إيراج قبل أن يظهر اسم الممثل حسين الحداد، منافسا شرسا، علما أن صاحب القصة الحقيقية كان قد عبر عن رأيه الذي يميل نحو الممثل السعودي يعقوب الفرحان، الذي جسد شخصية "رشاش" في واحد من أهم الأعمال الدرامية التي قدمت في السنوات الأخيرة.
أسباب
يأت اندفاع الجمهور وراء دعم فنانيهم المفضلين لأسباب مختلفة وان اقترب الإجماع نحو اختيار العماني، الذي يتقاطع مع صاحب القصة الرئيسية في جوانب عدة يأت في مقدمتها وجود شبه في ملامح الوجه والبنية الجسمانية وأسلوب سرد القصة وهي أنماط سبق للفنان العماني الظهور فيها، في حين يتفوق كاكولي، بعدة مزايا أولها أنه خرج من تجربة حقيقية في السجن بعد قضائه عامين، وبالتالي نحن أمام شخصية عاشت وعانت واختبرت الحياة وراء القضبان، ناهيك عن الدعم اللوجيستي الذي يتلقاه كاكولي، لأنه يجيد منذ ظهوره في الدراما التلفزيونية تجسيد الشخصيات المركبة ذات العمق الإنساني والاضطرابات الداخلية وحسن تدبير الأداء الذي يتناسب مع كل تفصيلة في أي مشهد، بينما يمتلك الممثل أحمد إيراج، حضورا لافتا وأصبح منافسا قويا بسبب شهرته في تجسيد هذه النوعية من "الكراكترات"، وهو بحسب رأي الجمهور يملأ الشاشة من ناحية القناعة في الأداء.
في المقابل كانت هناك أصوات طالبت باسناد المهمة الى الفنان فيصل العميري أو السعودي محمد عيسى وغيرهما، وقبل يومين فقط ظهر بقوة ترشيح حسين الحداد، كممثل يمتلك طاقة جبارة ومحترف بدرجة رفيعة وقدم آخر ثلاث سنوات أدوارا ملفتة مثل تجسيده المتلون والمذهل لمروج المخدرات في الدراما التلفزيونية "حب بين السطور".
من ناحية ثانية شهدت بورصة المنافسة حول الأقرب لتجسيد دور والدة بطل القصة، حيث كانت الغلبة تميل نحو الفنانة هدى حسين والممثلة طيف، وسوف يتم تحديد الاختيار بحسب الخط الدرامي الذي سترويه الاحداث.
الحقيقة والأكاذيب
أمام الزخم الإعلامي الذي حظيت به حلقة بدر المطيري، وانتشارها خليجيا تباينت الاراء والتعليقات وظهر العشرات من خلال "السوشيال ميديا" خصوصا المشاهير والمحامين والبلوغرر واليوتيوبرز وحتى النقاد والصحافيين، منهم من تعاطف مع رواية بطل القصة والظلم الذي تعرض له، ومنهم للأسف من شكك في التفاصيل واتهمه بشكل مباشر وغير مباشر بأنه ممثل بارع وان قصته عبارة عن أكشن وأكاذيب.
يذكر ان قصة بدر المطيري، مثلما رواها قبل عشر سنوات هي ذاتها بتفاصيلها، التي عاد وذكرها في بودكاست "محفوف" وتحصله على أحكام قضائية صحيحة ومثبتة أكدت دخوله السجن ظلما، بعدما تمكن بطل القصة، الذي أودع السجن بتهمة حيازة المخدرات سبع سنوات، بمجهوده الفردي وعن طريق الصدفة من الوصول للحقيقة، بعدما طلب الاطلاع على مقتنياته المودعة في السجن ليلة إلقاء القبض عليه ليكتشف ان المقتنيات والأغراض المودعة باسمه لا تخصه وبينها جواز سفره الحقيقي، لكن تم وضع صورة للمتهم الحقيقي، الذي تمكن من الهروب خلف القضبان بمساعدة صديقته، وقد تم استدعاؤها والتحقيق معها ومواجهتها ببطل القصة، الذي انكرت معرفته وأكدت أن صاحب الصورة الموجودة في جواز السفر هو صديقها الهارب، وهنا تم إعادة فتح ملف القضية من جديد وتمت تبرئة المواطن بدر المطيري وتعويضه ماديا وأدبيا.