نورة المشعان نورت طريقها بالإنجازات

اتجاه الصميم

الكويت فيها كفاءات كثيرة، ربما غالبيتهم من المغمورين، لا يظهرون في الاعلام كثيرا، ولا "يترززون" امام عدسات الكاميرات، ويؤدون عملهم بصمت، لذا حين نفاجأ باحدهم اول ما نسأل: لماذا جرى اختياره لهذا المنصب؟ من دون ان نمنحه الوقت لاثبات نفسه.

هذه القاعدة، للاسف، سائدة في الكويت، لاننا لا نؤمن بغيرنا، بل نكسر مجاديف الجميع، فقط لاننا نجهلهم، ومن هؤلاء الوزيرة الدكتورة نورة المشعان، التي لم يعرفها الكثيرون في الكويت، حتى انا كاتب هذه السطور، لم اعرفها، ولا اعرف عنها اي شيء قبل توليها منصبها الوزاري، قبل خمسة اشهر، لهذا ننبهر حين نعرف ان كويتياً نشيطاً، يؤدي عمله على اكمل وجه، فكيف اذا كان من شباب وبنات الكويت الذين لا بد ان نفخر بهم، فهؤلاء غرس وطني طيب انبت ثمرة رائعة، وهم ايضا قدوة للجميع من ابناء بلدهم.

اردت من هذه المقدمة الاشارة الى ان الكويتيين لديهم قدرة على فعل المستحيل اذا توافرت لهم مساحة للعمل من دون منغصات، وهم يعرفون كيف يديرون المهمات التي اوكلت اليهم بكل اقتدار.

لن اعيد ما قيل في الوزيرة نورة المشعان، فربما الاخرون اقدر مني على ذلك من خلال معرفتهم الشخصية بها، لكن ما يهمني كمواطن هو اداء المسؤول، لانه هو الاساس، وايضا مداراته الشؤون الانسانية في عمله، كي لا يطغى.

لذا من خلال متابعتي، عبر الاعلام، لنشاط وزيرة الاشغال الشابة تكونت لدي قناعة ان هؤلاء العناصر الوطنية ثروة لا يمكن التفريط بها، وبالتالي علينا الحرص على تشجيعهم، فكيف اذا كان هؤلاء يعلمون على ايقاد شعلة النشاط في الاخرين؟

منذ سنوات نصرخ من الطرق والشوارع وحالتها السيئة، وكنا نقول دائما ان وضعها يدل علينا، وعلى تخفلنا، وبالتالي فإن اي نشاط في هذا الشأن لا بد أن يظهر علنا، فكيف اذا تحولت الكثير من المناطق ورشة عمل كبرى، تقودها ابنة الكويت، ولا تفتر عزيمتها عن العمل؟

النتائج الحالية تعني ان ما تؤديه الدكتورة نورة المشعان يومياً لا بد ان يجعل طرق الكويت تضاهي مثيلاتها في العالم المتقدم، ايضا في عملها كوزيرة دولة لشؤون البلدية، والانجازات التي بدأت تظهر على عمل بلديات الكويت كلها.

لا شك هذا كله يعني ان هذه الوزيرة على قدر كبير من ادراك ما تعاني منه البلاد في البنية التحتية، وهي تؤدي عملها في اختصاصها كمهندسة، وهذا دليل على ان التنكوقراط، اذا اختير الشخص المناسب ستكون له فوائد كثيرة وايجابية، فاستاذة الجامعة هذه لا شك انها خرّجت الكثير من ابناء الوطن الذين هم من خامتها الجيدة، لهذا صدق عليها القول ان نورة المشعان نورت طريقها بالانجاز، وعليها ان تستمر في هذه المسيرة، وبالقوة نفسها والنشاط ايضا، لان الكويت عطشانة كثيراً للمثابرين حتى يخروجها من كبوتها.

ختاما نكرر: نورة المشعان نورت طريقها.

اللهم احفظ الكويت.

محام و كاتب كويتي