حوارات
"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"(الشمس 7-10).
العقل السليم في الجسم السليم، والنّفس السليمة في الجسم السليم، والعكس صحيح، ويجدر بالمرء العاقل الذي يمتلك قدراً مناسباً من الوعي بذاته، ولديه قدر ملائم أيضاً من الوعي الظرفي (الإدراك الكامل لما يوجد ويحدث ويجري في البيئة المحيطة).
أن يحرص على صيانة نفسه وجسمه بشكل دوريّ لكي يتمكّن من استعمالهما بشكل فعّال، ولتلافي حدوث الأخطاء المفاجئة في الأوقات والظروف الحياتية الحرجة، ومن بعض أسباب ومبادئ ووسائل الصِيانة الدورية للنَّفْس وللجِسْم، نذكر ما يلي:
- الحاجة الى الصيانة الدورية للنَّفْس وللجِسْم: يتراكم في "نفس" الانسان (الإدراك والوعي وربما الروح) بسبب طول المدّة، ونتيجة للتعرّض لشتّى أنواع التجارب الحياتية، نوع من الصدأ، وربما يبدأ فيها بعض التآكل النفسيّ الداخلي بسبب الاحتكاك المستمر على فترات طويلة مع بعض الأشخاص السيّئين في الحياة، الخاصّة والعامّة، وهي حالات سلبيّة (يجلبها المرء لنفسه أحيانا) تتطلّب اداء أعمال صيانة ضرورية بهدف إصلاح الخلل، ولتنقية العقل والنّفس من الشوائب، ولتقوية مناعة النفس والجسم ضدّ الملوّثات الخارجية.
-مبادئ ووسائل صِيانة النَّفْس والجِسْم: يتحتّم على الأريب مجاهدة نفسه الأمّارة بالسوء عن طريق دفعها على الدّوام الى الالتزام المستمر بالقيم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة، وتنظيف "فلاترها" ومصدّاتها الفطريّة عبر تنقية نفسه وجسمه بشكل دوريّ مما يعلق بهما من أي مُلوِّث فكريّ، أو نفسيّ، أو روحيّ، أو ماديّ دخل عليها من الخارج.
وحري بالفرد أيضاً الحفاظ على صحّة جسمه، وخصوصا ممارسة أي نوع من الرياضة البدنيّة، فلا يمكن للمرء استخدام جسمه بشكل فعّال إذا كان مترهّلاً، أو متراخي العضلات بسبب الكسل الاختياري.
ويجدر كذلك ان تجرى صيانة دورية للعقل الباطن للتخلص من مسبّبات زلاّت اللسان، وبهدف حفظ الكرامة الشخصية، وبالتخلّص من العادات السلوكيّة والتفكيرية السلبيّة، واستبدالها بما هو إيجابي وفعّال، وبالتوقّف عن مخالطة السفهاء والمتفرّغين العاطلون فكريًّا ونفسيًّا بإختيارهم، وبتسخير مزيد من الوقت والجهد الشخصي للتثقيف الذاتيّ ولتطوير الشخصية.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi