الفلسطينيون العائدون إلى بيوتهم فوجئوا بحجم الدمار بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مخيم جباليا للاجئين (وكالات)
"حماس" تتعامل بإيجابية... و"الجهاد" تنظر بريبة: سنقيٍّم أي مقترح يضمن وقف الإبادة... وإسرائيل تضع شروطاً
غزة، واشنطن، عواصم - وكالات: شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن الوقت قد حان لتتوقف الحرب في غزة المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، كاشفا عن مقترح جديد للاحتلال الاسرائيلي لوقف إطلاق النار يتكون من ثلاث مراحل، بينها وقف مؤقت لإطلاق النار مدته ستة أسابيع على أن يتحول الأمر لاحقا إلى وقف دائم لإطلاق النار وبدء مرحلة إعادة إعمار غزة كما يتضمن المقترح زيادة المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يوميا.
وقال بايدن "على مدى الأشهر العديدة الماضية ركز المفاوضون التابعون لي في مجال السياسة الخارجية ومجتمع الاستخبارات بلا هوادة، ليس فقط على وقف إطلاق النار الذي سيكون حتما هشا ومؤقتا بل على نهاية دائمة للحرب"، مضيفا أنه بعد الديبلوماسية المكثفة التي قام بها فريقه ومحادثاته العديدة مع قادة الاحتلال الإسرائيلي وقطر ومصر ودول شرق أوسطية أخرى، عرض الاحتلال اقتراحا جديدا شاملا، موضحا أن المقترح عبارة عن خريطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن، لافتا إلى أن قطر نقلت الاقتراح إلى حركة "حماس".
وتابع الرئيس الأميركي أنه حان الوقت لتنتهي الحرب، وحان الوقت لتبدأ مرحلة ما بعد الحرب، لافتا إلى أن الأشهر التي مرت عانى خلالها الشعب الفلسطيني من الجحيم المطلق، وقتل عدد كبير جدا من الأبرياء بمن في ذلك آلاف الأطفال، قائلا "رأينا جميعا الصور الرهيبة للحريق المميت في رفح في وقت سابق من هذا الأسبوع في أعقاب الغارة الإسرائيلية"، محذرا مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي الذين يريدون استمرار الحرب من أن ذلك سيؤدي إلى زيادة العزلة الدولية للاحتلال ولن يحقق له الأمن.
وأوضح بايدن أن المرحلة الأولى من المقترح الإسرائيلي تستمر ستة أسابيع، وتشمل وقفاً كاملاً وشاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة، كما تتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن، ومن ضمنهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فيما تشمل المرحلة الثانية من المقترح إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود، وإدامة وقف إطلاق النار، بينما تتضمن المرحلة الثالثة أوضاع ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة، دون أن يذكر المدة التي ستستغرقها المرحلتان الثانية والثالثة من المقترح.
وعلى النقيض من خطاب بايدن، قال مكتب رئيس وزراء الإحتلال إن نتنياهو يصر على عدم إنهاء الحرب على قطاع غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، لكنه كلف الوفد المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لإعادة الأسرى المحتجزين في غزة، زاعما أن الحكومة موحدة في رغبتها في إعادة المختطفين في أقرب وقت، وتعمل لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أن الخطوط العريضة الدقيقة التي تقترحها إسرائيل تسمح بالانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى بما يحافظ على مبادئنا، وبينما لم يذكر بيان مكتب نتنياهو خطاب بايدن بالاسم، قالت إذاعة جيش الإحتلال إنّ البيان جاء رداً على تصريحات بايدن.
وعلقت الحكومة الإسرائيلية على خطاب بايدن بتأكيد أن شروطها لإنهاء الحرب في قطاع غزة لم تتغير، وهي تدمير قدرات "حماس" وإطلاق سراح جميع المختطفين وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل، قائلة إنه بموجب المقترح ستواصل إسرائيل عزمها على استيفاء هذه الشروط قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مضيفة أن موافقة إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار قبل استيفاء هذه الشروط غير مقبول.
في المقابل، أبدت "حماس" على الفور استعدادها للتعامل بإيجابية مع أي مقترح لوقف الحرب على قطاع غزة؛ قائلة "ننظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي من دعوته لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى"، مضيفة "نعتبر الموقف الأميركي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب على غزة نتاج الصمود الأسطوري لشعبنا المجاهد ومقاومته الباسلة"، مؤكدة استعدادها للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم، وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى، إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك.
من جانبها، أكدت حركة "الجهاد" أنها تنظر بريبة إلى ما طرحه الرئيس الأميركي الذي يوحي وكأن الإدارة الأميركية غيرت من موقفها، في حين لا يزال واضحا ومعلنا انحيازها التام إلى الكيان الصهيوني وتغطية جرائمه ومشاركته في العدوان على شعبنا من خلال الدعم الذي ما يزال مستمرا بالسلاح ووسائل القتل والدمار، وبالتصدي وتهديد كل المؤسسات الدولية التي تحاول توجيه الإدانة للعدو الصهيوني.
وقالت "سنقيم أي مقترح وفقا لما يضمن وقف حرب الإبادة ضد شعبنا ويلبي مصالحه ويحفظ حقوقه ويلبي مطالب قوى المقاومة"، مضيفة "سندرس المقترح الذي تحدث حوله الرئيس الأميركي، ونتخذ موقفاً وطنيا بما يضمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإغاثة شعبنا وضمان إعادة الإعمار ضمن صفقة تبادل واضحة".
بدورها، شددت القيادة الفلسطينية على وجوب وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجميع أرض فلسطين وقفاً فورياً ودائماً، وبما يشمل وقف اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتسليم وفتح جميع المعابر مع القطاع للسلطة الوطنية الفلسطينية ومنع التهجير وضمان عودة النازحين إلى مناطقهم، وتأمين الإيواء والمساعدات الإغاثية والخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ورعاية صحية وتعليم، وصولاً إلى إعادة إعمار قطاع غزة.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن دعمه مقترح بايدن.