الأربعاء 02 يوليو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

أَشْغِلْ نَفْسَك بِمَا هُوَ أَنْفَعُ لَكَ

Time
الأحد 02 يونيو 2024
View
80
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يَنْفَعُ الانسان نفسه عندما يُشْغِلُها بما سينفعها، ويكتسب السِّمات الأخلاقية الفاضلة، ويهتم بشكل مناسب بأولوياته، ويمارس السلوكيّات التي تجلب الفائدة له، ولمن يهمه أمرهم.

ومن بعض ما أعتقد أنها نشاطات وسلوكيّات إيجابية تنفع العاقل في حاضره ومستقبله في عالم اليوم عديم الاهتمام، وربما عديم الإحساس، والذي لا يُبالي بسعادته، نذكر ما يلي:

- اِسْتِبْدَال متابعة شبكات التواصل الاجتماعي بالقراءة المفيدة، اذ خليق بمن يرغب فعلاً في إشغال نفسه بما ينفعه في عالم مضطرب، تفاقمت فيه ظاهرة المتابعة الادمانية لما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي، أن يستبدل بالقراءة المفيدة هذه العادة السلبيّة، لا سيما ما ستسهم في تثقيفه عما يتوجّب عليه الاهتمام به فعلاً في حياته، مثل كيفية تعرّفه على أولوياته وأهدافه الشخصية، وطرق التفكير العمليّة، وجهاد النّفس في طاعة الله عز وجل، والسعي المستمر لحفظ القرآن الكريم وقرأته يومياً، والتمعّن في معانيه الكريمة، وبالقراءة عن الأخلاق الإسلامية الفاضلة.

- اكتساب المهارات اليدوية والذهنية العمليّة: أفضل استثمار للوقت الشخصي في عالم اليوم يتمثل، وفقًا لما أعتقد، في سعي الفرد الى اكتساب مهارات تفكيرية ويدوية عملية تساعده على تقليل اتكاله على الناس، وخصوصا المهارات اليدويّة العمليّة التي تزيد ثقته بنفسه، وبإمكاناته الإبداعية، وتطوير قدراته اليدوية النافعة له في حياته اليومية.

- تَوْظِيف أوقات الفراغ في ممارسة هوايات بنّاء ومفيدة، عقليًّا وبدنيًّا، اذ تسهم الهوايات المفيدة في تخفيف التوتّر والضغوط النفسيّة التي يولّدها الاحتكاك اليومي مع العالم الخارجي، وفي تقوية التركيز الذهنيّ، وزيادة القوّة البدنيّة (ممارسة الرياضة، والعمل التطوعي، وتعلّم اللغات، وزيارة المتاحف والأماكن الأثريّة، وصيانة المنزل، والعناية بالنباتات الداخلية، والرسم).

- تنقية العقل من الأفكار السّامة، والتخلّص من رواسب الْأَيْديولوجِيَّات المُضِرّة، فالأفكار السّامة هي التي تزيد من تعقيدات الحياة الشخصية، وتجلب الاكتئاب، وتؤدّي الى جلد الذّات، مثل الاهتمام المُفرِط بآراء الآخرين، والانغماس المستمر في التفكير العاطفيّ الفوضويّ، والتبعيّة العمياء للأيديولوجيات التي تسلب العقول، وتجعل الانسان الحرّ بفطرته أداة طيّعة بأيادي الحزبيّين والقبليّين والطائفيّين والفئويّين التَميِيزِيّين.
كاتب كويتي

آخر الأخبار