جيل صاعد متلهف نحو المنافسة وإثبات " البقاء للأقوى"
مفرح حجاب
الموسم المسرحي في الكويت الذي بدأ في عيد الفطر الماضي لا يزال مستمرا حتى الآن، لكن المفاجأة هي أن عدد العروض التي قدمتها بعض المسرحيات فاق التوقعات ولأول مرة في الكويت يسجل أرقاما قياسية تجاوزت مائة عرض منها دخل موسوعة غينيس يقودها جيل صاعد متلهف نحو المنافسة واثبات " البقاء للأقوى"من تابع هالموسم المسرحي سيجد تنوعا وابتكارا في كل أدوات صناعة المسرح.
فقد بدأت عروض الموسم المسرحي وكل العاملين في المسرح يدركون أن هناك عروضا حققت ارقاما كبيرة الموسم الماضي مثل" أبرا كدبرا" والتي كانت محفزا كبيرا لكل المنتجين الشباب بأن يقدموا عروضا بنفس المواصفات وعدد العروض لهذه المسرحية، وفعلا تجاوز عدد عروض مسرحية "صنع في الكويت" أكثر من 109 عروض مسرحية بواقع تسعة عروض يوميا.
كانت عملية الاستمرار لعدد من المسرحيات التي لا تزال تحقق نجاحا كبيرا على الرغم من اختبارات الثانوية العامة منها مسرحية "ابراكدبرا" ومسرحية " الأول من نوعه" للفنان خالد المظفر و"البيت المقلوب" للنجم طارق العلي وهذا يؤكد جماهيرية المسرح في الكويت ووعي الجمهور لعملية تطوير وتجديد العروض المسرحية التي تواكب كل العروض العالمية بعدما أصبح القائمون على صناعة المسرح يستخدمون ادوات وتقنيات فيها الكثير من الإبهار والتقنيات الكبيرة مثل الشاشات في عمق وجنبات المسرح لتعرض بعض المشاهد المتداخلة مع العرض وتخصيص مخرج متخصص يكون بعيدا عن مخرج العرض المسرحي، وبعض المسرحيات استعانت بخبير لغة الاشارة للصم والبكم ولاقت الخطوة استحسان الجمهور، لأنها سابقة في المسرح الكويتي. كما أن وجود شاشات على جانبي المسرح بلغة الصم والبكم من خلال متخصصين يدل على مدى الحرفية التي وصل اليها صناع المسرح في الكويت في اصرارهم على انضمام هذه الفئة لتشاهد العروض المسرحية.
صناعة المسرح في الكويت دخلت مرحلة جديدة من خلال جيل جديد جاء يحمل معه العلم والمعرفة وثقافة كبيرة في صناعة العروض المسرحية، بل ويحمل معه لغة استطاع من خلالها مخاطبة كل شرائح المجتمع بأفكار تدور في خلدهم وبقضايا تمسهم، فلم نعد نشاهد عروضا لمسرح الطفل كما كان معتادا في الأعياد والعطلات، بل نشاهد الآن عروضا مسرحية لكل الأعمار تقدم بشكل منضبط، فيها الكوميديا توظف توظيفا جادا من حيث الاستعراض والموسيقى والغناء والتكنولوجيا، والأهم من هذا وذاك هي الروح الجميلة الموجودة في المسرح من خلال هذا الجيل الذي يدعم بعضه البعض بحضورهم عروض بعضهم البعض ودعمهم لبعض على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤكد ان المسرح الكويتي انتقل الى مرحلة جديدة استعاد فيها هيبته في منطقة الخليج، ومن المتوقع أن هذه المسرحيات عندما تتجول هذا العام سيكون لها حضور كبير، يبقى أمر مهم ألا وهو أن المنافسة المسرحية في الكويت اصبحت منافسة صعبة للغاية ومن الصعب استمرار عرض مسرحي لايحمل مواصفات جديدة ومبتكرة، والدليل اننا لم نعد نشاهد عروضا تجارية نهائيا ولم يعد هناك منتجون يظهرون في مناسبات الأعياد فقط، بل إن غالبية المشتغلين في المسرح من ممثلين ومنتجين هم خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية ويمتلكون حالة من الشغف والثقافة وروح المغامرة والتفاؤل، كذلك الأمر في مسرح الكبار كانت المنافسة قوية بين الفنانين طارق العلي في " البيت المقلوب" وعبد العزيز المسلم من خلال مسرحية "ساحرة الشمال" وبين داود حسين وحسن البلام في مسرحية " طالبين القرب " وحققت ايضا هذه العروض نجاحا كبيرا، فقد شاهدنا المسلم يقدم عرضا عالميا من خلال استعانته بالعديد من المتخصصين في مسرح يتسع الى حضور جماهيري كبير، كل ذلك يؤكد ان المسرح الكويتي مازال صاحب الريادة في منطقة الخليج لكن موسم 2024 سيظل يحمل بداية جديدة في تاريخ هذا المسرح بسبب الوعي الكبير من القائمين عليه.
'ابرا داكبرا'
" ساحرة الشمال"
"طالبين القرب"
"صنع في الكويت"