نهنئ الأخ عصام الرومي

أهنئ الأخ عصام الرومي على توليه مهمات منصبه الجديد رئيسا لديوان المحاسبة، بعد القسم القانوني، وهو أهل له لهذا المنصب، لما يتمتع به من خبرة ودراية في اختصاصات، ومهمات ديوان المحاسبة.

كذلك ما يتحلى به من الخلق الرفيع، والشخصية الهادئة المتوازنة، علاوة على حرصه الكبير على المال العام، والتركيز على المهنية والحرفية بعيدا عن الخلافات والاختلافات، الشخصية والسياسية، وبذلك فهو إضافة كبيرة لهذا المنصب.

لقد رأيت طريقته واسلوب عمله عن كثب خلال عضويتي في مجلس الأمة، وفي لجنة الميزانيات، وأكثر ما شد انتباهي تركيزه على مهماته ومعالجة الاختلافات في الرأي بشأن المخالفات المالية، بحيادية ونزاهة وتجرد من أي مواقف مسبقة، بالإضافة إلى دعمه وتشجيعه الشباب العاملين معه، واتاحة الفرصة لهم لاكتساب الخبرة، وكل ذلك أمر محمود، بل مطلوب من قيادي يتولى منصبا رفيعا وحساسا، مثل رئاسة ديوان المحاسبة.

هذا الديوان هو جهاز رقابي مستقل، مهمته الأساسية الرقابة المالية على وزارات وأجهزة الدولة، ويعتبر من أهم الهيئات الرقابية على استخدامات الأموال العامة للدولة.

في ضوء هذا الدور المهم لهذا الديوان، فإن رئاسته تتطلب شخصية بسمات ومواصفات، ومعايير مبنية على الكفاءة والخبرة والاستقامة والحرص على المال العام، وهي جميعاً أرى أنها تنطبق على الأخ عصام الرومي.

و بالنظر إلى أن ديوان المحاسبة هو ذراع الرقابة المالية للسلطة التشريعية، وفي ضوء غياب مجلس الأمة خلال السنوات الأربع المقبلة، فإن الرئيس الجديد للديوان سيؤدي مهماته في ظروف استثنائية، لا تخلو من الصعوبات والتحديات، وعليه أن يكون بمستوى التحدي، وليس لدي شك في ذلك.

إلا أن المطلوب منه المزيد من الحرص فوق ما هو حريص، والمزيد من المتابعة فوق ما عهدناه منه، والكثير من سعة الصدر والمثابرة في مواجهة المشقة التي تتولد نتيجة الرقابة الدقيقة على أموال الدولة، وفي كل ذلك، عليه أن يفعِّل المهمات الرقابية للديوان، ويلتزم بجميع اختصاصاته وأعماله بما يصون الأموال العامة، ويسهم في محاربة الهدر، وترشيد الإنفاق.

غني عن البيان، ان ديوان المحاسبة، ورئيسه كذلك، على المحك خلال السنوات القليلة المقبلة، وعليه أن يؤكد دوره ويثبت جدارته في تصحيح أي أخطاء أو مخالفات حكومية باعتباره أهم الأدوات الرقابية خلال الفترة المقبلة، وان يعمل على حوكمة عمل الديوان وأساليبه وتطويرها بما يكفل أداء رقابي فعال ومتميز. وفي الختام اتمنى لرئيس الديوان الجديد التوفيق والنجاح، والله ولي التوفيق.